عسل محمد العليم

يمكن القول إن بائعي العسل هم الأكثر استفادة من جهل الناس بتركيبة العسل الحقيقية وفوائده الصحية، وأكثرهم استغلالا لمكانته في نفوس الناس. وهذا دفع البعض منهم للمبالغة الشديدة في وصف فوائده والإعلان عنها وإبراز مختلف الإفادات الطبية التي تؤكد فاعليته في إنماء الذكاء وتسكين آلام المعدة والجهاز الهضمي ودوره الفعال في القضاء على الأرق ومكانته في علاج أمراض الرئة بالإضافة لتأثيراته الإيجابية الأخرى... كل ذلك ساعد المتاجرين بهذه المادة الغذائية في عدم التردد برفع سعره إلى مبالغ عالية، بعد ان تبين لهم انهم كلما زادوا السعر، زاد طلب البسطاء واقتناعهم بتأثيراته الجيدة!!
ولو سألت بعض من قام بشراء مثل هذه الأنواع الغالية جدا من العسل عن حقيقة ما يقال عن تأثيراته الإيجابية لأكد البعض صحة ذلك، إما جهلا أو خوفا من الاعتراف بأنه تم التغرير بهم. كما سيؤكد البعض الآخر استفادتهم الفورية والإيجابية من تناوله! وهؤلاء صادقون بقولهم هذا إلى حد كبير لعدم علمهم ان بعض زارعي أو مصنعي هذه الأنواع من العسل 'الساحر'، يقومون بخلطه بمواد طبية متنوعة، كالكورتيزون ومشتقات من مادة الكوكو، التي يؤخذ منها الكوكايين، ومعروف ان هذه المواد ذات تأثير فوري كبير على الكثير من الأمراض، ولكنها ليست علاجا، كما ان لها أعراضا جانبية خطيرة لا يتم التحذير منها في الإعلان أو على حاويات هذا النوع من العسل!!
واللافت للنظر انه على الرغم من كل ما يكتنف بيع مثل هذا النوع من المواد الغذائية من شبهات تتعلق بالسعر أو من مخالفات صحية وإدارية وتلاعب على المستهلكين، فإن وزارتي الصحة والتجارة لم تهتما كثيرا بملاحقة أو متابعة بائعيه أو المعلنين عنه. فسعر هذا النوع من العسل يبلغ خمسة إلى ستة أضعاف سعره العادي. كما أنه يباع من خلال بيوت ومن غير المرخص ببيع المواد الغذائية سواء ما تعلق منه بالتراخيص التجارية أو شهادات خلو بائعيها من الأمراض المعدية.
وعليه نطلب من البلدية وإدارة شؤون المستهلكين في وزارة التجارة ضرورة التحرك لوضع حد لهذا الاستغلال غير العادل لجهل الناس وهذه المخالفات الواضحة لأبسط اشتراطات بيع المواد الغذائية. وذلك عن طريق حصر بيعها ضمن القنوات المرخص لها ومنع كتابة أي ادعاءات صحية أو طبية عليها!
ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن مادة العسل لا تختلف عن أي مادة غذائية ضرورية أخرى. كما ان ضرر تناول العسل من قبل بعض المرضى، خاصة المصابين بالسكر، يبلغ أضعاف ضرر تناول المواد السكرية الأخرى!!
* * *
ملاحظة:
يشاع بقوة، تقرب من الحقيقة المؤلمة، ان إحدى الشركات 'الأجنبية' التي ستفوز بعقد تزويد وزارة الكهرباء ب 12 مولد طاقة في فترة قياسية!! سبق ان قامت قبل 14 شهرا بالإعلان في صحف دولتها الآسيوية عن حاجتها لشراء 12 مولد طاقة (!!) فهل كانت هذه الشركة تقرأ الغيب قبل أكثر من عام؟ نتمنى أن نسمع من وزير الكهرباء السيد محمد العليم ردا، خاصة انه ممثل أكبر حزب ديني يدعو للفضيلة والإصلاح.

الارشيف

Back to Top