حكم العين الشريرة

لا يكاد يمر اسبوع، او اقل احيانا، من دون ان نسمع ونشاهد صور مهرجانات تقام في المجمعات التجارية او الخيم الضخمة يقوم فيها مجموعة من رجال الدين المسيسين حتى العظم بإلقاء خطب ومواعظ، توصف بالدينية احيانا وبالاجتماعية احيانا اخرى. وعلى الرغم من جمال بعض ما يقال في هذه الندوات والتجمعات فإن هذا القليل يضيع ضمن كم كبير من الخرافات والدعوات المذلة والمحبطة للروح الانسانية. كما ان بعضها لا يخلو من توجهات دينية باتجاه هذه المجموعة، او هجوم على مجموعة اخرى، خالقة شروخا داخل المجتمع بين مختلف الطوائف والتجمعات الدينية. كما ان خطرها الاكبر يكمن فيما تزرعه من افكار خطيرة في عقول الناشئة، بحيث تجعلهم يعتقدون أنهم من اصحاب الفرقة الناجية التي ستفوز حتما بالنعيم في الآخرة، وما يتبع ذلك من امور مادية تخاطب الغريزة الجنسية عند هؤلاء الشباب المحرومين، من ذكور واناث!
ان ما يقال في هذه المجمعات لا يخضع لأي رقابة، كما انه متاح فقط لمتمرسين في مخاطبة الغرائز، اكثر من تمرسهم في مخاطبة العقول، علما بأن غالبية من يحضر هذه الندوات لديهم استعداد اكبر من غيرهم لتصديق الخرافات والايمان بالخوارق والامور البعيدة عن العقل والمنطق.
***
في الصفحة الاخيرة من 'الوطن' (الخميس 4/26) وضعت صورة السيد عبدالرحمن صاهود الظفيري، وذكر أنه رجل دين، وصورة لاعب كرة القدم حمد الطيار مع الخبر التالي: زار الظفيري اللاعب حمد بعد نجاة الاخير من حادث مروري، وقال ان ما اصابه، اضافة الى ما وقع له من حوادث خطيرة اخرى، يشير الى انه تعرض لاصابة 'عين شديدة' من حاسد لم يذكر الله. وان الذرات التي انطلقت من عين الحاسد اصابت اللاعب.
ومن خلال 'الوطن' (الغراء) وجه الظفيري نداء الى كل من له سابق معرفة او صلة بحمد، ممن فزت نفوسهم من رؤيته، اي من الذين يعتقد بأنهم كانوا السبب في اصابته بالعين، الى اعانته على التخلص من الحسد بالوضوء في اناء ثم ارساله الى المريض (حمد) لكي يغتسل منه!
لا نود التساؤل هنا عن السبب الذي يجعل من 'فزت نفسه' على حمد ان يبادر الآن لفك الحسد منه بالوضوء في ماء ثم ارساله اليه، والجريدة لم تذكر كيف والى اين يرسل الماء، ولا نود معرفة حكم من يعترف بأن عينه فزت على شخص ما وكادت تودي بحياته في حادث مرور مؤسف ومؤلم!
ما نود التساؤل عنه هنا يتعلق بالفترة التي علينا الانتظار فيها قبل ان يتمكن السيد عبدالرحمن صاهود ومن في علمه وخبرته من التصدي لوظيفة الوعظ والارشاد في المولات والمجمعات والاسواق التجارية، ونتمنى ألا يطول انتظارنا!

الارشيف

Back to Top