الانقلاب عند التسعين

سبق ان اصدر السيد يوسف القرضاوي، مفتي تلفزيون «الجزيرة» المصري المولد القطري الجنسية المنتمي للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين وأحد أكثر قادته تشددا، عدة فتاوى أجاز فيها قيام الشباب المسلمين بالعمليات الانتحارية!، ولكن اصيب السيد القرضاوي بالمرض أخيرا ونصحه الاطباء بتلقي العلاج، اما في اميركا التي رفضت مجرد مناقشة منحه الفيزا، او في بريطانيا، ولكن هذه منعته من دخولها لانه سبق وان افتى بجواز القيام بهذا النوع من العمليات الانتحارية التي تسبب الكثير منها في قتل ابرياء لاذنب لهم!!
قامت قناتا «الجزيرة» و«حوار» ببث كلمتين للسيد القرضاوي بتاريخ 28-2 فيما يتعلق بخلفية رفض دخوله بريطانيا على ضوء فتاواه العديدة السابقة التي كانت تبيح، لا بل وتحبذ القيام بالعمليات الانتحارية، فقال في الاولى: انا معروف في العالم الاسلامي بأنني داعية للوسطية، فهم (البريطانيون) امسكوابقضية معينة عن العمليات الاستشهادية، ولست وحدي من افتى، بل اكثر من 300 عالم، وانا لا اجيز العمليات باطلاقها بل احبذها للضرورة، وفي وجوه معينة مثل اخواننا الفلسطينيين للدفاع عن انفسهم بأن «يقنبلوا» أنفسهم، وربنا أعطاهم هذا كنوع من التعويض الإلهي العادل (!!)، لأن لا سلاح عندهم يدافعون به عن أنفسهم. اما في العراق فعندهم اسلحة شتى يستطيعون ان يستخدموها ضد اعدائهم!! (وهذا يعني عدم جواز قيام العراقيين بالعمليات الانتحارية)!!
وفي المقابلة الثانية التي حاول فيها التخفيف من حدة مواقفه السابقة والمخالفة لكل ما عرفه ودرسه وخبره المسلمون على مدى اكثر من 14 قرنا قال: انا انكرت على بعض اهل الخطاب الديني الذين يدعون لاهلاك اليهود والنصارى والقول اللهم اهلك اليهود والنصارى هذا لا يجوز، لان لدينا يهودا ونصارى في بلادنا (!!) كيف ندعو عليهم ونقول اللهم يتم اولادهم اللهم واحرق زرعهم وخرب ديارهم، من قال هذا؟ هذا ليس في القرآن ولا من الحديث.
انا انكرت على البعض الذين يقولون ان اليهود نسل القردة والخنازير (!) عندما ربنا مسخ بعض البشر قردة وخنازير، انتهى نسلهم خلاص (!!)
لا يسعنا الا تقديم الشكر للسيد القرضاوي على هذا الانقلاب الكبير على السابق من آرائه ومواقفه، ولو جاءت هذه الآراء قبل نصف قرن مثلا لغيرت الكثير ولما قتل الكثير!!
المحير في الامر ان يأتي شخص في مثل عمره وقد قارب التسعين ليقول مثل هذا الكلام الآن، فما الذي غير من فكر هذا الاخونجي العتيق الآن؟ هل هو المرض أم تأنيب الضمير؟

الارشيف

Back to Top