"الأمريكاني"

قلة فقط لا تزال تتذكر وتعرف ما كان يعنيه «مستشفى الارسالية الاميركية» american mission hospital او «الأميركاني»، في تاريخ الكويت الحديث، على الرغم من عظم تأثير عمل اطباء المستشفى الايجابي في غالبية الاسر التي كانت تعيش في الكويت، ومن اي طبقة اجتماعية او جنسية كانت، منذ بدايات القرن الماضي وحتى منتصف ستيناته!
وعلى الرغم من ان اطباء الارسالية الاميركية جاءوا الكويت قبل مائة عام، فان من غير المعروف، بشكل دقيق الكيفية، او الظروف التي قدموا على اساسها كأطباء وكمبشرين بالدين المسيحي من قبل the reform church of america، ولو ان الرواية الغالبة تقول ان الشيخ مبارك الصباح الذي استعان بهم اثناء وجودهم ووجوده في البصرة، في شفاء احد اخواته او بناته، قد دعاهم بعدها لزيارة الكويت. ولكن عدم ثقته بهم وبقدراتهم في الايام الاولى لقدومهم الكويت يضعف الرواية الى حد ما.
بعد ما يقارب الستين عاما من العمل المخلص والجاد، تخلت الارسالية الاميركية عن دورها العلاجي المميز الذي نجحت فيه بشكل كبير، ودورها التبشيري الذي لم توفق به كثيرا، وربما باعت مبناها الجميل الواقع على تلة مواجهة للبحر، وغير بعيد عن البرلمان، للحكومة الكويتية، وكان ذلك في عام 1967، بعد زيادة المستشفيات الحكومية والخاصة، وما واجهته الارسالية من ضائقة مالية، وربما مضايقات دينية وسياسية اخرى.
وقد قام سفير الولايات المتحدة السابق، وبمناسبة قرب حلول الذكرى المئوية الاولى للعلاقات التاريخية بين اميركا والكويت، برعاية تحويل مباني مستشفى الارسالية، التي بني اولها عام 1914، الى صرح تاريخي ومتحف ومركز ثقافي. وكان جميلا جدا اناطة امر رعاية المبنى والاهتمام به لــ «دار الآثار الاسلامية»، برعاية الشيخة حصة سالم الصباح التي ربما لولاها، ولمبادرة الامير الراحل جابر الاحمد، لكانت مباني المستشفى التاريخية الآن ساحة تملأها الفئران، او سكنا للعزاب يحصل على ايجاره متنفذ غير معروف.
شكرا لدار الآثار الاسلامية، والشيخة حصة على مشروعهما العظيم بتحويل مبنى الاميركاني الى مركز ثقافي ومتحف. والشكر موصول للشيخة ألطاف سالم العلي لرعايتها الكريمة لبيت السدو (البدر)، فجهود هاتين السيدتين بجهود مائة رجل خامل

الارشيف

Back to Top