سلطات مزيد وعنجهية اللبنانيين

حمّل النائب حسين مزيد الحكومة مسؤولية تعامل موظفي جوازات مطار رفيق الحريري مع المسافرين الكويتيين بكل عنجهية. وقال ان الحكومة الكويتية «تدفق» الأموال على لبنان وتشارك في إعماره، لكن سلطاتهم تتعامل مع الكويتيين بشكل غير حضاري، وان أحد موظفي الجوازات يشتم الكويتيين ويهددهم بسحب جوازاتهم ومنعهم من السفر، ويتمادى على الكويت وأهلها. وأضاف متسائلاً: هل هذا جزاء من يساند لبنان في كل الصعاب؟ وختم النائب الفذ تصريحه بتحميل الحكومة الكويتية «الضعيفة» مسؤولية ما يحدث للمسافرين الكويتيين الذين أصبح لبنان لا ينظر لهم ولوطنهم بعين الاعتبار!
لن نشكك في كلام السيد النائب، ولا في عدم منطقية الرواية برمتها، فهذا ما لا يحق لنا، ولكن ما يحق لنا قوله اننا طوال 54 عاما من الزيارات المتكررة للبنان لم نتعرض أبدا أو نسمع بتعرض أي مواطن كويتي لأية تهديدات بمنع سفر أو سحب جوازات أو حتى تعامل بـ«عنجهية» من أي موظف في أي من المنافذ الجوية أو البرية وحتى البحرية اللبنانية، ولسبب بسيط هو حرصنا على احترام ذاتنا والآخرين وعلى التقيد بالأنظمة والقوانين! ومن المتوقع من سلطات أي منفذ حدودي، وفي أية دولة كانت، التعامل بشدة مع أي مسافر يسيء الأدب أو يصر على تجاوز الأنظمة لاعتقاده أنه، لسبب أو لآخر، مميز في وطنه ويحق له بالتالي توقع أن يعامل بتميز مماثل في أوطان الآخرين!
ومن جهة أخرى، من العيب على من يدعي الحرص على كرامة الكويتيين، والنأي بهم عن أن يعاملوا بعنجهية، أن يخاطب الآخرين بعنجهية و«يتمنن» عليهم بما دفعته حكومته لهم من مال لإعمار وطنهم، فما دفع للبنان لم يكن لغرض تحسين تعامل موظفي مطارهم مع النائب مزيد وغيره، بل لأن الواجب الإنساني تطلب ذلك في وقته، ومن السخف الشديد بالتالي مطالبة سلطات مطارات دول العالم، التي قدمت الكويت مساعدات مالية لها، معاملة المسافرين الكويتيين بدون «عنجهية»، فالاحترام الحقيقي لا يمكن فرضه على الآخرين، بل يكتسب من واقع التعامل مع الآخر. ولو جارينا النائب في طلبه وتدخلت حكومتنا وطلبت من موظفي مطار بيروت معاملتنا بدون عنجهية لأننا دفعنا «كم دولار» لإعمار وطنهم، فهل يتبرع النائب مزيد ويطلب من نفسه وزملائه التوقف عن شتم أميركا التي لم تكتف. فقط بإعطائنا مال الدنيا بل أعادت لنا كرامتنا ووطننا يوم مرغ الغزو الصدامي الكريه أنوفنا في تراب الاحتلال لسبعة أشهر طوال؟
* * *
• ملاحظة: نضع هذه الفقرة، بكلمتها، والتي كتبها ولصقها أحد مسؤولي وزارة المواصلات على باب الإدارة، والتي تختصر كل أوضاع الدولة المتهالكة، نضعها برسم الشيخ أحمد الفهد، المسؤول عن تنفيذ خطة التنمية: «على السادة المراجعين عند تعطل خط الهاتف، السبب عطل بالكيبل، وللعلم تصليح الكيبل يحتاج الى فترة زمنية لعدم تعاقد الوزارة مع إحدى الشركات المتخصصة بالتصليح»، التوقيع: رئيس قسم التركيبات الهاتفية.

الارشيف

Back to Top