كيف تتجنّب مشاكل التأجير؟

يفضّل من لديهم سكن خارج وطنهم شراء سيارة بدلاً من تأجيرها، ولهم أسبابهم، لكن مع تعقد أمور الحياة في الكثير من الدول، أصبح التأجير حلاً للكثير من مشاكل امتلاك السيارة، فليس مطلوباً من مالكها إجراء أية صيانات دورية عليها، ولا تجديد أوراق ملكيتها ولا التأمين عليها، ولا مواجهة جبال المشاكل الصغيرة إن تورّط في حادث مرور، مثلاً، أو تعطلت في منتصف الطريق.

تأجير سيارة بدلاً من شرائها هو الحل العملي لكل مشاكل التملك، وهو الاتجاه العام، وقد حقق أفراد وشركات كثيرة ثرواتهم «التقليدية» من وراء التأجير لشركات صناعية ضخمة، مثل نفط الكويت وأرامكو وغيرهما.

أصبحت في السنوات الأخيرة أشبع شغفي بالسيارات من خلال تأجيرها، بدلاً من شرائها، فهذا أقل تسبباً لوجع الرأس، وأقول ذلك عن خبرة تعود لأكثر من 62 عاماً، فأنا مغرم باقتناء السيارات وقيادتها، وأول سيارة امتلكتها كانت فولكس موديل 1962، دفع فيها والدي لوكيلها مراد بهبهاني مبلغ 540 ديناراً. وكانت سيارتي الثانية موستانغ 1965 ذات السقف المتحرك، ولا يزال الهوس مستمراً حتى اليوم.
* * *
حيث إن الحل في التأجير، فمن الضروري معرفة بعض أسرار تأجير السيارات:

علينا أولاً التأكد من أن مكان تسلّم السيارة مريح وقريب من مبنى المطار، فعندما يكون بعيداً، تصبح مسألة التعامل مع الحقائب مزعجة جداً. وأن يكون الحجز مرناً يسمح بالإلغاء في أي وقت من دون أية غرامة مالية. وبالتالي ينصح الخبراء بحجز السيارة مبكراً ثم استغلال الوقت الذي يسبق الرحلة للتحقق من الأسعار، بين الفترة والأخرى، فإذا انخفضت الأسعار، يمكن إلغاء الحجز وإعادة تثبيته بسعر أقل، ويمكن اتباع التكتيك نفسه مع حجز الفنادق.

كما تقوم أغلبية وكالات التأجير، عندما لا تكون السيارة التي حجزتها متاحة عند وصولك، بمنحك ثاني أفضل سيارة متاحة دون أي رسوم إضافية، وهذا من حق المستأجر. لكن بعضها يحاول استغلال الوضع، وعرض سيارة أفضل مقابل دفع مبلغ إضافي، هنا عليك الإصرار على الفئة الأصلية لسيارتك، وعند عدم توفرها، فيحق لك الحصول على سيارة من فئة أفضل، دون دفع رسم إضافي.

ما لا يعرفه الكثير من مستأجري السيارات أن بطاقات الائتمان المصرفية، التي يحملونها توفر لهم في أحيان كثيرة تغطية تأمينة، خاصة إذا تم حجز السيارة باستخدام البطاقة نفسها، وفي ذلك وفر كبير في تكلفة التأجير.

وعلى مستأجري السيارات التحقق من عدم وجود خدوش أو تلف خارجي أو حتى داخلي، عند تسلّم السيارة، وإن وجد ذلك، فمن الضروري إبلاغ الشركة بذلك ليتم تثبيته رسمياً.

ومن الضروري إعادة السيارة وخزان الوقود فيها ممتلئ للآخر، لتجنّب تلاعب الشركة في هذا الأمر. ويمكن التقاط صورة لمؤشر امتلاء الخزان، ليكون حجة على الشركة مستقبلاً، إن حاولت التلاعب.

وأخيراً، من الضروري إعادة السيارة للشركة في الوقت المحدد. فتأخير لا يتجاوز نصف ساعة أحياناً يعطي الشركة الحق في احتساب يوم إضافي كامل.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top