البغدادي.. خادم أعداء أمته

كتبنا عشرات المقالات عن أبو بكر البغدادي وحركة داعش، وتنظيم الدولة الإسلامية، وكررنا القول إن ما قام به، من الناحية العقائدية، صحيح، فهو كان حريصا على التقيد بالنص، وطبق ما سبق أن ورد في بعض كتب الفقه وما قيل على لسان معظم كبار رجال الدين وأئمة المسلمين، ولذا؛ لم تقم أية جهة، حتى اليوم، بتكفيره، لا أزهر ولا نجف.

كان الكثير يعتقدون أن البغدادي شخصية وهمية، أو أنه يعمل بأمر جهة خارجية، وكان آخرون ينفون عنه ذلك ويعتبرونه قائدا صادقا في حركته وسعيه لتطبيق الشرع وتأسيس دولة الإسلام. ولو كنت مكان قادة إسرائيل لما ترددت لحظة في خلق من يماثله ودعمه بكل الوسائل، فالإجرام والخراب اللذان يمكن أن يتسبب بهما من كان في وضعه، ليس بإمكانهم فعل ما يماثله، بذلك الكم من الدمار والدموية، وبأقل تكلفة.
* * *
في سبق إعلامي، حصلت «العربية»، على حق استضافة بعض زوجات زعيم داعش الأسبق، أبو بكر البغدادي، ومنهن أسماء محمد، الزوجة الأولى، وابنتهما أميمة، حيث أدلوا بمعلومات مخيفة وقبيحة عمن روعهن وروع بقية زوجاته وأبنائه، قبل أن يروع العالم لسنوات، فارضا خلافته المزعومة على مساحات واسعة من سوريا والعراق!

روت الابنة أميمة، من معتقلها في العراق، كيف أجبرها والدها على الزواج من مرافقه الشخصي، وهي لم تتجاوز الثانية عشرة، وكيف كانت تقضي أيامها متنقلة بين السبايا في أوكار الخليفة المزعوم.

وقالت زوجته، أسماء، إن زوجها أخذ أكثر من عشر سبايا إيزيديات، وعاش معهن لفترة طويلة، يعاشرهن على هواه، كعبيد له. كما كشفت عن هوسه وهوس أنصاره بالنساء، لدرجة حولوا فيها الخلافة المزعومة إلى دولة نساء. وبينت أن زوجها البغدادي تزوج بالعديد من النساء، وكان لديه 11 ولدا، وأن معاونيه لم يكونوا أقل منه ولعا بالجنس. وأشارت إلى أن مساعدي البغدادي، أبو محمد العدناني وأبو حسن المهاجر، كانا يرافقانه بشكل دائم، مضيفة أنه أصبح، قبل مقتله، قلقاً جداً من ملاحقة وترصد المسيرات الأميركية له، وعندما شعر بأنه سيقع بين أيديهم، وكان ذلك في أواخر أكتوبر 2019، قام، دون رحمة ولا شفقة، بتفجير نفسه مع زوجتيه وابنه.
* * *
ليس مهما إن كان البغدادي عميلاً لدولة عربية أو إسلامية أو يهودية، أو كان يعمل لحسابه، أو لمصلحة عقيدته، فالحقيقة ستبقى غائبة لفترة، وقد لا تأتي. ولكن ما هو معلوم وواضح أن الرجل، ومن اتبعه في حينها، ومن لا يزال يحمل رايته، لم يعملوا يوما من فراغ، بل حاربوا وقاتلوا وقتلوا بموجب أفكار متطرفة يؤمنون بها، وهي التي زينت لهم الموت، وبالتالي تصبح مسألة تبعيتهم لدولة ما غير ذات أهمية. فوجود مثل تلك النصوص التفسيرية والفتاوى المتطرفة وانتشارها بين العامة، هي التي أجازت للبغدادي أفعاله، بصرف النظر عن حقيقة أهدافه. وهذه النصوص حسب تفسيرهم لها ، هي التي ستجيز لأي إرهابي آخر مستقبلا أن يفعل ما فعل البغدادي، وما فعل العشرات غيره، من قبل، من قتل وإجرام باسم الدين.

في تطور جديد، ظهرت فيان خليل، النائبة في البرلمان العراقي، لتنفي حقيقة دموع وكلام زوجة البغدادي، ولتؤكد، على ذمتها، أن جميع من كان حول البغدادي، شاركوه قبيح أفعاله.

الخلاصة، نحن أمة متقهقهرة، أتعبت نفسها وشعوبها وأتعبت الآخرين معها، ولا تزال تصر على اتباع التخلف نهج حياة!!

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top