الكارثة الصحية القادمة

لاحظت في الفترة الأخيرة تطوراً جيداً في الخدمات المقدمة من الصحة، وذلك من خلال مستشفيين. كما لاحظت تطوراً ملحوظاً في عمل «إدارة المستودعات الطبية» في صبحان.

دفعتني الظروف لتكرار زيارة مستشفى الأميري ومجمع مستشفيات علاج السرطان، في منطقة الصباح الطبية، ولفت نظري تطور العمل فيها، بصورة إيجابية تستحق الإشادة.

أما مستودعات صبحان الطبية، فقد أصبح عملها مؤخراً أكثر سلاسة وانسيابية، وحتى أكثر شفافية مما كان عليه لثلاثين عاماً مضت. فشكراً لجهود القائمين على الجهات الثلاث، ولجهود وزير الصحة، مع تمنياتنا باستمرار تطور العمل في المستشفيين، وفي جهاز المستودعات، الحساس والمهم.
* * *
قامت وزارة الداخلية قبل أيام، وبعد انتظار غير مبرر طال لسنوات، بفتح الباب أما الراغبين في زيارة البلاد، مع قبول طلبات الالتحاق بعائل.

كان أحد أسباب منع الفئتين من دخول البلاد، بخلاف الأسباب الأمنية الواهية، أن دخولهم سيشكل ضغطاً على الخدمات الطبية، وخاصة للمصابين بأمراض مستعصية. وكان الرد على ذلك بأن بالإمكان اشتراط حصول الزائر على بوليصة تأمين تغطي نفقات علاجه في الكويت، إن حصل له طارئ صحي، وهذا معمول به في دول كثيرة. وكنت أعتقد أن هذا ما حصل مؤخراً، بعد أن فتحت الداخلية باب الزيارة أمام الجميع، تقريباً، لكن تبين لاحقاً أن الوضع ليس كذلك، فلا شيء تغيّر عما كان عليه في السابق، ولا يزال بإمكان الزائر، المصاب بمرض مستعص أو خطير، دخول مستشفى السرطان، مثلاً، وتلقي العناية والعلاج والدواء، فليس بمقدور إدارة المستشفى منع العلاج عنه، لأسباب كثيرة يطول شرحها. وسبب سهولة ذلك يعود إلى حقيقة أن الالتفات على الأنظمة، في هذه الحالات ليس بالأمر الصعب، وسبق أن لجأ الآلاف للطريق نفسه. فما على الزائر الراغب في تلقي العلاج إلا الاتصال بخدمات الطوارئ، وطلب سيارة الإسعاف، ليتم نقله لقسم الحوادث في أقرب مستشفى، ومنه غالباً سيتم إدخاله لإحدى الغرف لتلقي العلاج والدواء! وهناك حالياً الكثير من المرضى في المستشفيات الحكومية، ممن قدموا للبلاد بأذون زيارة، ويتلقون العلاج في المستشفيات الحكومية، ومنها السرطان، وأعدادهم في تزايد، خاصة مع السماح بالزيارة والالتحاق بعائل!

وعليه من الضروري استمرار وزارة الصحة في تقديم العلاج لكل مقيم أو زائر، فهذا من واجب الدولة الإنساني. لكن على الداخلية عدم السماح بدخول زائر لا يحمل بوليصة تأمين على الحياة، تغطي تكلفة علاج الأمراض المستعصية، على الأقل. وفي حال تواجده في البلاد، وتبيّن أنه لا يحمل بوليصة تأمين، لسبب ما، فإن تكاليف علاجه تتحملها الجهات التي قامت باستضافته، بخلاف الجهات الرسمية وفنادق الخمسة نجوم مثلاً، وبغير ذلك على السلطات إعادته لبلده، أو للدولة التي قدم منها. ونحن في جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية، على استعداد للمساهمة، مع غيرنا من جمعيات خيرية، في تغطية تكاليف عودة الزائر/‏ المريض للجهة التي سبق أن قدم منها.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top