هارفارد والماء
بما أن رئيس وزرائنا من خريجي جامعة هارفارد، فمن باب أولى الاهتمام بما تصدره دوريات هذه الجامعة من نصائح صحية.

لا توجد إجابة حاسمة عن كمية الماء التي يحتاجها الجسم يوميا، فهناك فروقات بين حاجة الرجل والمرأة، وطبيعة عملهما، وطبيعة الأجواء التي يتواجدان بها، لكن الرقم الأقرب للصحة جاء من الأكاديمية الوطنية «الأمريكية» للطب، التي ذكرت أن الرجال الأصحاء عادة ما يحافظون على رطوبة أجسامهم بشرب ما لا يقل عن ثلاثة ليترات (حوالي 13 كوباً) من الماء يومياً، وللنساء 2.2 ليتر ماء (أو 9 أكواب) يومياً. ويقول د. هانز إن معظم الناس لا يتقيدون بهذه التوصية، ونجد أنهم على ما يرام. ويقول طبيب أمراض الكلى، في مستشفى جامعة بنسلفانيا، والمتخصص في ترطيب الجسد، د. شاه، إن الماء يساعدنا على التخلص من النفايات والحفاظ على ضغط الدم وتنظيم درجة حرارة الجسم، وإن البعض يحتاج للماء أكثر من غيره. فمن يبذلون جهدا بدنيا، أو من يمارسون الرياضة، يفقدون المزيد من الماء من خلال العرق، وهم بحاجة ماسة لتعويضه. أما د. تشيامباس، اختصاصي طب الطوارئ في جامعة نورثويسترن ميديسن، وكبير المسؤولين الطبيين في الولايات المتحدة، فيقول إن الناس قد يحتاجون أيضا إلى شرب المزيد من الماء إذا كانت لديهم أجسام أكبر أو كتلة عضلية كبيرة، أو كان غائطهم رخواً. كما أن المرأة الحامل أو التي ترضع، أو الذين لديهم حصوات في الكلى، أو يشكون من التهابات متكررة في المسالك البولية، بحاجة لشرب ماء أكثر من غيرهم.

وان حاجة الإنسان للماء تتغير من فترة لأخرى، وحسب درجة التقدم في السن، فمع العمر يفقد الإنسان العضلات ويكتسب الدهون، ويحتاج بالتالي لاستهلاك كمية أقل من الماء للحفاظ على الأنسجة السليمة، ومع ذلك، لا يزال بعض كبار السن لا يستهلكون القدر الضروري من الماء، لأن أجسامهم، بعد الستين، تصبح غير جيدة في اكتشاف العطش. وأوضح أن مستوى الجفاف الذي يجعلك تشعر بالعطش في سن الأربعين قد لا يجعلك عطشا في سن الثمانين.

إذا شعرت بالعطش فهذا من علامات الجفاف، كالشعور بالبرد المستمر أو جفاف الجلد. وإن الأشخاص الذين يعانون من الجفاف الحاد أو المزمن قد يعانون أيضاً من الصداع أو جفاف العين.

نظراً لأن الناس لا يحصلون على الماء أثناء نومهم، فإن «معظم الناس يستيقظون وهم يعانون بالفعل من الجفاف». لذا، من الضروري أن يبدأ الإنسان يومه بكأس من الماء. كما لا بأس من إضافة نكهات للماء. كما إن القهوة ومشروبات الكافيين ليست مرطبة مثل المشروبات المنزوعة الكافيين، فهي تقلل من قدرة الكلى على امتصاص الماء، مما يؤدي إلى فقدان المزيد من الماء عن طريق البول. أما المشروبات الكحولية فإنها تسبب الجفاف أيضا.

ويحصل الإنسان على %20 من حاجته من الماء من الفواكه والخضار.

تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بعدم شرب أكثر من 48 أونصة من الماء في الساعة. ضع في اعتبارك أيضا أنه ربما لا توجد فائدة صحية لاستهلاك كميات كبيرة من الماء، وليس من المستحسن حمل زجاجات المياه الكبيرة جدا معنا، فالغالبية العظمى من الناس لا يحتاجون إلى شرب كمية زائدة من الماء خلال وقت قصير، بل يستحسن توزيع الشرب على ساعات اليوم.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top