شاشة حمد العبيد.. وتخريب المانع للطب

وجّه النائب العبيد السؤال التالي إلى وزير التربية: نظراً لتغيير النظام التعليمي أثناء جائحة كورونا، وتحوله من نظام «حضور» إلى نظام التعلم عن بُعد (أونلاين)، والذي تطلب زيادة استخدام المدرسين للكمبيوترات، لذا يرجى الإفادة بالآتي:

1 - ما سبب عدم صرف بدل شاشة للمعلمين الذين عملوا خلال جائحة كورونا عبر تطبيق «تيمز»؟

2 - هل لدى الوزارة توجُّه بصرف بدل الشاشة؟ إذا كانت الإجابة بالإيجاب فيرجى تزويدي بالخطوات المتبعة وآلية الصرف وطريقة تحديد المستحقين للبدل.

3 - هل صرفت الوزارة بدل شاشة لمعلمي مادة الحاسوب لجميع المراحل الدراسية؟
* * *
يمكن الاستنتاج من أسئلة النائب أنه يقصد «التنفيع المادي» للبعض من ناخبيه، ولا يهم إن حصل آلاف غيرهم على المنفعة نفسها، حتى لو لم يكونوا من مستحقيها، فـ«مال عمك ما يهمك»!

لعلم الأخ النائب والأخ الآخر الوزير المانع، الذي يسعى بجهد كبير إلى إعادة ابتعاث الطلبة إلى مصر والأردن لدراسة الطب البشري في جامعات غير معترف بها، في مخالفة لسابق مواقفه وآرائه في هذا الصدد، ما يعني تعرضه لضغوط نيابية غير منطقية ولا عادلة. فهم يعلمون جيداً المخاطر العلمية والأخلاقية التي تكتنف الموضوع، لعلمهم فإنه من المعروف علمياً أنه ليس هناك ضرر من النظر لشاشة الكمبيوتر. فكل ما يتسبب به النظر لها لفترة طويلة هو بعض الجفاف، الذي ينتج عادة لقلة «ترميش العين»، وهذا يمكن التغلب عليه بسهولة. كما أن ما يصدر من شاشة الكمبيوتر من «مضار» لا بد أنه يصدر بالقوة نفسها من الحملقة بشاشة جهاز الموبايل، أو النقال، أو السليولور، الذي أصبح له اسم مختلف في كل دولة عربية، ناطقة بالضاد. وبالتالي كيف يجوز أصلاً منح المعلمين علاوة النظر للشاشة، وحرمان الطلبة منها؟ ولماذا لا نصرف لكل المواطنين علاوة النظر لشاشة النقال؟ !
* * *
يبدو أن «علاوة استخدام الشاشة» منتشر في الكثير من الدوائر الحكومية، وكأن هناك مخاطر من استخدامها، ولو افترضنا وجود مثل هذا الخطر الصحي على العين، فهل مبلغ العلاوة يبرر التعرض لذلك الخطر؟

في دراسة لجامعة هارفارد، الأميركية المرموقة، نُشر في 1 مايو 2019 تبين علمياً أن التعرض اليومي للأضواء التي تنبعث من شاشة أجهزة الكمبيوترات، ليس له تأثير في «شبكية العين»، وهي نسيج رقيق في الجزء الخلفي من العين مسؤول عن الرؤية، فكمية الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وتلفزيونات lcd وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، لا تضر بشبكية العين أو أي جزء آخر من العين. فالضوء الأزرق هو ضوء مرئي بطول موجة يتراوح بين 400 و450 نانومتراً. وكما يوحي اسمها، تعتبر علميا ضوءاً أزرق اللون، حتى مع شعورنا بأنه أبيض أو أي لون آخر. وسبب الشك في أن الضوء الأزرق يحتوي على طاقة أكبر لكل فوتون من الضوء مقارنة بالألوان الأخرى في الطيف المرئي، يعود أساساً لحقيقة أن التعرض للضوء الأزرق، بجرعات عالية جداً، يسبب ضرراً عند امتصاصه بواسطة خلايا مختلفة في الجسم. وهذا ما لا يمكن حدوثه مع الأجهزة الحالية. وبالتالي يمكن لوزير التربية الاستعانة بهذه الدراسة لرفض طلب العضو العبيد، غير المنطقي ولا المبرر. وأن يقوم أيضاً بوقف إعادة النظر في قرار وقف ابتعاث الطلبة لدراسة الطب في جامعات هابطة. وأن تقوم الحكومة، شبه المنفصلة عن الواقع، بوقف علاوة الشاشة، غير المبررة.

ملاحظة:

قمت اليوم بالتبرع بحمولة شاحنة بالمستلزمات الطبية، للهلال الأحمر الكويتي لإيصالها إلى أهالي غزة المنكوبين.

سبق أن تبرعت أيضاً نقداً لوكالة الأونروا لنفس الغرض الإنساني.

نتمنى على المقتدرين الاقتداء بما قمت به.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top