الجوكر.. معالي البراك!

يهوى الكويتيون لعبة «الكوت أبو ستة»، خصوصاً في العطل وليالي رمضان، وللعبة جمهورها، ومنافساتها، وحتى خلافاتها.

 اللعبة يتم أداؤها بورق الشدة، أو «الجنجفة»، ومن فريقين متنافسين، ثلاثة مقابل ثلاثة، وأقوى ما في ورق الشدة الجوكر الكبير، وخال الحكم، والجوكر الصغير. ومن يمتلك الجوكرين يضمن غالباً الفوز لفريقه.
***
جوكر الحكومة، كما يبدو، هو السيد «سعد البراك»، نائب رئيس الوزراء، وزير النفط، وزير الدولة للشؤون الاقتصادية، والاستثمار، وكان يحمل، حتى قبل أيام، عبء حقيبة وزارة المالية، ورئاسة هيئة الاستثمار، بملياراتها السبعمئة، قبل أن تعاد إلى وزير المالية الجديد، ولا أدري كيف يتسنى لوزير، بكل هذه المهام، وهذا الانشغال، كما يفترض، الوقت الكافي لكي يغرد، وهو الذي سبق أن وعدنا ببذل الجهد والوقت ليعيدنا لاقتصاد السلف الصالح، ولقواعد تجارة الخلفاء؟

ففي تغريدة، أو «x» يوم 12 سبتمبر، تطرق إلى قصة إفلاس شركة «نوكيا»، الرائدة في مجال الهواتف النقالة، ووضع صورة رئيس الشركة التنفيذي ستيف بالمر steve ballmer، في التغريدة وهو يبكي مصيره ومصير شركته، التي تسبب في انهيارها، قبل أن تستحوذ «مايكروسوفت» الأميركية العملاقة عليها. كما تسبب بكاؤه في انخراط بقية الحضور من إدارته في البكاء. وعلق السيد البراك على مصير نوكيا بأننا إن لم نتغير، في الكويت، ونتطور، فمصيرنا الاندثار!
***
لا نريد إحراج السيد الوزير بسؤاله عما قام به حتى الآن من تغيير وتطوير في الجهات المتعددة التي يشرف عليها، قبل أن نندثر معها، فربما لم يكن الوقت كافياً أمامه، مع أنه امتلك نفوذاً، وحرية حركة، أكبر من غيره، كونه جوكر الحكومة «الفعال»!

لكن، لعلم معاليه، فإن الصورة التي وضعها، والشخص واسمه ووظيفته، والتعليق المتعلق ببيع شركة نوكيا، وكل ما ورد في تغريدته، لم يكن صحيحاً أبدأ. فشركة نوكيا، التي تأسست في فنلندا في منتصف القرن 19، لا تزال تعمل بروحية وربحية عاليتين، فقد حققت في 2022 أرباحاً بلغت 4.2 مليارات يورو، مقارنة بمليار ونصف المليار فقط في 2021. كما أن الصورة في التغريدة هي للملياردير الأميركي ستيف بالمر، رئيس مايكروسوفت من 2000 إلى 2004، ولم تكن لرئيس شركة نوكيا، ولم يكن هناك لا بكاء ولا لطم في الاجتماع! علماً بأن مايكروسوفت استحوذت قبل سنوات قليلة على قطاع الهواتف، فقط، من شركة نوكيا.
***
كان يفترض بمعاليه أن يكون أكثر دقة في تغريداته، إن أحب الاستمرار في هوايته، خصوصاً أن تحت يديه جيشا صغيرا من المساعدين.

ملاحظة : اذا كان هذا اداء جوكر الحكومة فما هو اداء

«بو ثنتين»؟

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top