عندما يُرفض طلب التوظيف لنائب

بعد انتخابي لمجلس إدارة أحد البنوك، والانتهاء من توزيع مناصب المجلس، تقدمت لزملائي الأعضاء بالمقترح التالي، من واقع معاناتي الشخصية، عندما كنت موظفا في البنك نفسه لسنوات طويلة، تعلق بامتناع أعضاء مجلس الإدارة من دخول القاعة المصرفية، والاتصال بكبار موظفي البنك، للتأثير عليهم، سواء فيما يتعلق بمنح أو طلب تسهيلات مصرفية لهم أو لأقاربهم، أو للتوسط لتوظيف أحدهم في البنك. وذكرت أن ذلك كان يسبب لي شخصيا إحراجا كبيرا، عندما كنت مسؤولا عن التسهيلات المصرفية، حيث كان يأتي لمكتبي عضو مجلس إدارة ويطلب مني عدم التوصية بمنح تسهيلات لشركة أو لشخص محدد. وبعدها بدقائق أتلقى تعليمات أو رغبات مضادة، من خلال مكالمة أو زيارة، يطلب مني فيها عضو آخر تزكية منح التسهيلات المطلوبة للشركة نفسها، التي طلب مني العضو الآخر عدم التوصية بها!!

وافق أعضاء المجلس على المقترح الثاني أيضا، ونزل الخبر بردا وسلاما، في اليوم الثاني، على إدارة البنك.
***
يقول النائب حمد المطر، إن «أنين» المتقاعدين مقدر لديه، وإن الأوان قد آن لاستقرار أوضاع وقوانين مؤسسة التأمينات، وإن لديها محفظة بأربعين مليار دينار، وصار لها 15 شهرا دون أن تساهم في مشروع استثماري واحد، والسبب (وهذا هو بيت القصيد وهدف النائب) غياب القياديين، الذين بإمكانهم استثمار تلك الأموال.

وقال إن إدارة المؤسسة لا تقبل بتوظيف غير أصحاب الدماء الزرقاء! ووصف كلامه بأنه صرخة من القلب، وطالب بضرورة اتباع العدالة في التوظيف، ووقف التعيين بموجب الـdna وأن أبناء الناس البسطاء لا يجدون وظائف في التأمينات ولا في الهيئة العامة للاستثمار!!

هذا كلام فارغ، ولا يستند للحقيقة، فأنا أعرف العشرات من أصحاب الدماء الزرقاء والبنفسجية والسوداء وحتى الصفراء، يعملون في أعلى المناصب في هاتين الجهتين، وتم توظيفهم، غالبا، لكفاءتهم!
***
نطالب الحكومة، التي تقول إنها إصلاحية، بوقف زيارات أعضاء مجلس الأمة لمكاتب كبار موظفي الدولة، لعدم تعريض هؤلاء لضغوط محرجة، والإساءة لسمعة الشرفاء منهم، إن رفض طلبهم!

فعندما يذهب النائب للتأمينات للحصول على وظيفة محددة لابنه، المهندس، وغالبا هذا ما قد يحصل! ويذهب نائب آخر للحصول على الوظيفة نفسها لابنته، فلمن سيعطى المنصب؟ هل سيحصل عليه من كان صوته أكثر علواً من الآخر، وتهديده أكثر وقاحة؟
***
يقول النائب المطر إنه يحمل «همّ» ملف التعليم، ويطلب من الأعضاء مساعدته لتطوير التعليم. ونحن نطلب منه، رحمة به وبالتعليم، أن يتخلى عن «همّ الملف» ويعطيه لمن هو أقدر منه، وأقل تبعية لحزب سياسي ديني معروف!

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top