أوزمبيك Ozempic والجهل المفيد

أوزمبيك حقنة تؤخذ مرة واحدة في الأسبوع، وغرضها تحسين مستويات السكر في الدم لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع 2، ولتقليل مخاطر إصابتهم بحوادث القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، وهو معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لهذا الغرض فقط، إلا أن البعض اكتشف أن بالإمكان إنقاص الوزن باستخدامه، مع آثار جانبية له تتمثل في الغثيان، والإسهال وآلام المعدة، والتقيؤ، والإمساك.
***
بسبب يأسي من محاولة إنقاص وزني، الذي تجاوز 89 كلغ، ببضعة كيلوغرامات، قررت قبل الاستعانة بأوزمبيك، لعل وعسى يساعدني في بلوغ المرام، بعد أن صعب علي دخول الحمام. ولكي يبقى الدواء فعالاً، فإن الأمر يتطلب حفظه في درجة حرارة بين 2 و8 درجات مئوية. ويصبح الأمر مدعاة للازعاج لمن يسافر كثيراً، لاضطراره للتقيد باشتراطات الحفظ والنقل، بخلاف ضرورة أخذ الحقنة في موعدها الأسبوعي.

بعد مرور أكثر من شهرين على استعمال أوزمبيك، لم ألاحظ أي تقدم في فقد وزني، الذي عاند محاولاتي الهبوط به، وأصر على المراوحة في مكانه، إلا أن التعليمات كانت تقول إن على البعض الصبر، وهذا ما قمت به.

وصلت أسبانيا في أوائل الشهر السادس، الماضي، حاملاً تحت إبطي إبر الأوزمبيك، ممنياً النفس بأن تفرّغي لها، مع الحرص على تقليل كمية ما أتناوله من وجبات، وممارسة الرياضة، بعيداً عن ضغوط العمل في الكويت، ستأتي بنتائج أفضل!

توقعاتي كانت في محلها، حيث أصبحت أكثر استعداداً لممارسة رياضة المشي يومياً لمسافات تجاوزت العشرة كيلومترات. كما أصبحت شهيتي للطعام أقل، وهذه هي الطريقة التي يعمل بها الدواء، أي يصدر أوامر للمخ تفقد الشخص رغبته في الأكل، أو تجعله يشبع سريعاً، أو هذا ما اعتقدت أنني كنت أشعر به. كما أصبحت أشعر أكثر بآثار الدواء الجانبية، من آلام في البطن وصداع خفيف وإمساك شبه مستمر.

مع الشهر الرابع فقدت ستة كيلوغرامات من وزني، وكان ذلك بحجم المعجزة، ففقْد هذا الكم يتطلب عادة حمية قوية، وهذا ما كنت أتجنبه طوال الوقت، فقد سئمت الحرمان من تناول ما أحب كألواح الشوكولاتة أو الأرز!

فجرت الـcnn خبراً بأن الإفراط في استخدام عقاقير، مثل ozempic أو wegovy، له آثار جانبية خطرة، خاصة فيما يتعلق بإمكانية إصابة كبار السن بهشاشة العظام، فقمت من فوري برمي ما لدي من حقن في القمامة، مكتفياً بما كسبته من فقدان وزن ثمين وسمين، مع إمساك ووجع بطن مكين، ولم أكن أرغب في مشاكل صحية أكثر. وفي اللحظة نفسها تقريباً اكتشفت، مصادفة، أنني لم أكن أستخدم الحقن بطريقة صحيحة، وأن ما كنت أحصل عليه من الإنسولين لم يكن يزيد على عُشر الواحد في المئة، أو لا شيء بالأحرى، حيث كنت أغرز الإبرة تحت الجلد وأسحبها خلال أقل من ثانية، دون الضغط، لقرابة أربعة أشهر، على زر الجهاز لبضع ثوان لتفريغ كامل الكمية في الجسم. وأن ما فقدته من وزن كان بسبب الرياضة أولاً، وتقليل الوجبات ثانياً، ووهم أخذ دواء تخسيس الوزن!

أحياناً يكون الجهل مفيداً.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top