ثلاثة تعليقات على ثلاث تغريدات

انتشر فيديو قيام الدكتور المهندس بشار حبيب محمد أحمدي بأداء القسم، عضواً جديداً في مجلس أمانة العاصمة، حيث اتسم لفظه لكلمات القسم بأعجمية واضحة، وكان ذلك كافياً ليصبح سخرية المغردين والمتابعين، من دون النظر إلى خلفية الرجل العلمية، وسبب عدم قدرته على نطق كلمات القسم كما يشتهون، فكانت فرصة للّطم والسخرية منه ومن غيره!

كما أبدى البعض أسفهم لحال البحرين لوجود أمثاله في الأمانة، وطبعاً لطريقة نطقه لكلمات القسم، وليس لسوء سيرته، أو زيف شهاداته العلمية! كما بسمل وحوقل البعض الآخر من المصير المظلم الذي ينتظر البحرين بوجوده في المجلس، ودعوا أن يكون الله في عون المملكة!

الدكتور بشار من مواليد المحرق، ومن أسرة عربية معروفة، عاش منذ صغره في الغرب، حيث تعلم هناك، وسبق أن شغل منصب مدير جامعة البحرين!

مثل هذه الحوادث تبين مدى ما تجذر في نفوس البعض من بغض وكراهية للآخر، وغالباً لغير سبب منطقي أو مقبول. وسيسخر الأشخاص أنفسهم غالباً حتى لو منحت جنسية الدولة لأكبر عالم فيزياء، من أصل أوروبي، مثلاً، وتبين أثناء أدائه القسم أنه عاجز عن نطق الكلمات كما نشتهي. وسنسخر منه كثيراً إن كان يشكو من التأتأة مثلاً!

ما أكثر العنصريين، وقليلي الفهم بيننا!

* * * *

كما أرسل أحد هؤلاء ومن يضع أمام اسمه حرف الدال، الخالي من المعنى، تغريدة سخر فيها من الحضارة الغربية ومن ادعاءات إنسانيتها، لأن مجموعة من المواطنين البلجيك قاموا بالاعتداء على مواطنيهم، من أصل مغربي، فور معرفتهم بهزيمة فريقهم لكرة القدم من المغرب!

لعلم هذا «الدكتور»، ظاهرة الغوغاء والشغب هي الأكثر ظهوراً بين جماهير كرة القدم، وليس لها ما يماثلها أو في عنفها في أي رياضة أخرى، وبالتالي من السخف الحكم على كامل حضارة أوروبا من خلال تصرفات همج أو غوغاء في الشارع!

أما الإنسانية التي تباكى عليها، فلم يكن من المفترض تطرقه هو بالذات إلى هذا الموضوع. فهذه الدول التي نعتها بعدم الإنسانية هي التي أعطت ملايين اللاجئين العرب، والمسلمين، المشردين، الأمل والمأوى والطعام والعمل، يوم رفض أهله وأشقاؤه وكل العرب استقبال حتى أسرة واحدة سورية أو لبنانية أو عراقية أو أفغانية، الوحيدة التي ابتليت بالملايين منهم كان لبنان، وبغير إرادته طبعاً!

* * * *

أما التغريدة الثالثة، فتعلقت بالزيادة الكبيرة والمفاجئة في مخالفات المرور، خصوصاً تجاوز السرعة، حيث بلغت 6062 مخالفة في أربعة أيام، وعلى طريق واحد فقط في الكويت. وهذا ذكرني بنكتة أميركية قديمة، يقول فيها الرجل لأصحابه إن أيام الخير ورخص الأسعار قد ولت من دون رجعة، فقد كانت أمه تعطيه دولاراً ليشتري بعض طلباتها من بقال الحي، وكان يعود إليها حاملاً أكياساً من الشوكولاتة وعلب السجائر، وعلب المرطبات، وعدة ربطات خبز، ويبقى لديه بضعة سنتات. وان تلك الأيام ولت، وأصبحت الأسعار لا تطاق، بعد قيام صاحب البقالة بتركيب كاميرات مراقبة!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top