اللغة العربية والحركة اللادستورية

سؤال، وازن بين مظاهر العيد عند الفقراء وعند الأغنياء؟

الجواب (من المقرر نفسه): تتمثل مظاهر العيد عند الفقير بالشعائر الدينية و«القومية»، ومنها صلاة العيد، و«زيارة المقابر»، وزيارة الأهل!

وتتمثل مظاهر العيد لدى الأغنياء في «التقلب في وثير الفراش»، والتفنن في الطعام والشراب، والبسط في اللذة واللهو!

وفي سؤال آخر، ويقصد به زرع أفكار محددة في رؤوس طلبة المرحلة الثانوية، يرد النص التالي:

استنبط مسؤولية الأغنياء في معاناة الفقراء؟

الجواب، من المقرر:

تقع على عاتق الأغنياء مسؤولية كبرى، فهم سبب من أسباب تعاسة الفقراء. فلو أدى الغني الزكاة المفروضة عليه، لما كان هناك فقير(!). كما أن المبالغة في مظاهر الترف، خاصة في الأعياد، سبب من أسباب وجود هذا التفاوت(!)
***
هذه عينة مما يدرس لطلاب وطالبات مرحلة عمرية غضة، في دولة رأسمالية، يفترض أن شعبها يتمتع بقدر من الرفاهية، ولا يعرف الفقر الذي يرد معناه في النص، بحيث لا يجد ما يفعله في العيد غير الذهاب لزيارة القبور، بينما يذهب الغني للذة واللهو!

أعيادنا، كانت وستبقى، متواضعة وبسيطة، والفرق ربما في المبلغ النقدي الذي يحصل عليه ابن المقتدر مقارنة بابن الأقل قدرة ماليا، وهذا ليس سببا «للتعاسة» التي يتحدث عنها واضع المنهج.

كما أن من السذاجة القول إن سبب تعاسة الفقراء تعود لأن الغني لا يدفع ما عليه من زكاة، فهذا تبسيط مخلّ، وتلاعب بعواطف الطلبة، فتحصيل الزكاة يتطلب وجود قانون ينظمها، وبغيابه فلن يتطوع غالبا أحد لدفعها، وبالتالي المسؤولية تقع على الحكومة والمشرّع، وليس الغني، هذا إن افترضنا أن غيابها هو السبب. كما أن تحصيلها لا يعني أن الفقر سيختفي، فهذا تبسيط مضحك آخر، فالعبرة في كيفية صرفها، وليس جمعها!
***
واضح أن هذه المقررات من وضع حركات سياسية دينية متخلفة سيطرت طويلا على مناهج التربية، فمتى يتم التخلص منها، بمواد عصرية وأقل عنصرية وتفاهة وغباء؟
***
ظهر النائب والوزير السابق أحمد عبدالمحسن المليفي في مقابلة تلفزيونية وأدلى بحديث هاجم فيه الإخوان المسلمين، الذي سبق أن انتمى اليهم، وأكد أنه تخلى عنهم، بعد كل ما شاهده من تجاوزات من قياداتهم.

ومن أوجه القصور التي خبرها أن مجموعة منهم، ذكر اسماءها بوضوح، وبينهم نواب سابقون وحاليون، لهم مصالح تجارية، وقاموا باستغلال نفوذهم الحزبي لمصالحهم وليس لمصلحة الحزب. وبسبب تصرفات هؤلاء نجد أن مصداقيتهم مضروبة!
***
لم يعلق أيّ ممن وردت اسماؤهم على لسان النائب السابق، المليفي، بخلاف واحد فقط رد نافيا التهمة، وأنه لم يسخر التيار (الحزبي) لمصالحه التجارية، وتحبب لمن اتهمه فوصفه بأنه من كوادر الحركة الدستورية، وأحد تلاميذها الذين نشأوا في «أكناف محاضنها التربوية»(!!) وترعرع شاباً في أسرها، وبالتالي لن يرد عليه (مع انه رد عليه) تقديراً لتلك الأوقات التي قضياها معاً في كنف الدعوة!

الطريف في الموضوع أن المليفي لم يتطرق للحركة الدستورية، بل تكلم بوضوح عن الإخوان المسلمين، الذي يرفض من رد عليه انتماءه اليهم، والذي عاد واعترف أنه منهم، ليعود في مرحلة تالية ويقول إنهم جزء من التنظيم العالمي، ولكنهم مستقلون عنه، في تلاعب ألفاظ واضح وتناقض مواقف مضحك، وهذا بالضبط ما كره المليفي فيه وفي «ربعه»!

كما أضحكني الرد، ومحاولة صاحبه الدفاع عن نفسه، والادعاء بأنه لم يقم يوما باستغلال انتمائه للإخوان لتحقيق مصالحه الشخصية، وهذا دفاع «خرطي» بالفعل.

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top