الملكة والرئيس والنائب

(1)
«.... جاءني اليوم فيليب وقال بأن وقت الرحيل قد حان. ابتسمت، وقلت له بهمس: أعرف ذلك!
 
نظرت خلفي، ورأيت أنني نائمة وكل أسرتي من حولي، وكنت أسمع نحيبهم.

لمست كتف كل فرد منهم، وفيليب بجانبي، واستدرت وذهبت مع الملاك.. الدليل.

أمسك فيليب بيدي، وذهب بي حيث الملوك والملكات هم ملوك كل يوم.

أُعْطِيت تاجا لأضعه على رأسي، أو هالة ضوء مستديرة كان تتهادى على كل رأس.

شعرت بالسلام، فعهدي قد بلغ نهايته. فقد خدمت شعبي ووطني، كصديقة، لسبعين عاما.

شكرا لكل السنوات، ولكل ما مُنحت من وقت وحب. والآن أنا ثانية أحد اثنين.. في قصرنا في الأعالي..»!
***
رحلت «الملكة إليزابيت الثانية» مساء يوم الخميس الماضي عن عمر قارب الـ97 عاما، بعد أن بقيت على العرش كملكة للمملكة المتحدة، ولبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية وملكة الممالك والأقاليم الأخرى، ورئيسة الكومنولث، ورأس الكنيسة.

عاشت باحترام وتواضع الأكابر، ولم تشب سيرتها شائبة، فأحبها الجميع، وحزن الكل لرحيلها.
***
(2) 
حسنا فعل الرئيس مرزوق الغانم بعدم الترشح لانتخابات مجلس الأمة القادم. فقد قرأ بحسّه السياسي أن عليه أن «يطوّف» أو يترك وراءه هذه المرحلة، ويستعد للقادم منها.

يقول المثل الإنكليزي إن البشر جميعا يموتون مرة واحدة، إلا السياسي فإنه يموت مرات عدة، وأمامنا عشرات الأمثلة على صحة ذلك، ربما أقربها للذاكرة سيرة السياسي البريطاني «ونستون تشرشل»، الذي مات سياسيا وعاد للحياة لأكثر من ثلاث مرات.
***
(3) 
لو قامت جهة باختيار أفضل عشرة أعضاء في مجالس الأمة السابقة، للسنوات العشرين الماضية، لكان اسم النائب السابق «أحمد نبيل الفضل» بين هذه الأسماء اللامعة، على الرغم من قلة خبرته، واقتصار مشاركته السياسية في دورة برلمانية واحدة، وصغر سنه النسبي.

خسارته لانتخابات ديسمبر 2016 بينت مدى انحدار مستوى خيارات الكثير من الناخبين، وتأثر نسبة عالية منهم بالخطاب الطائفي أو القبلي من جهة، وعزوفهم شبه التام، من جهة أخرى، عن حقيقة منجزات النائب في مجلس الأمة، ودوره كمشرع ومراقب لأعمال السلطة التنفيذية!

كان الفضل، وبجدارة، وشهادة الكثير من المراقبين، أفضل من قام بدور المشرع والمراقب لأعمال السلطة، وكان عدم توفيقه في تحقيق الفوز علامة واضحة على أن المرحلة لا تريد من يدافع عن الحريات، ولا من يجتهد في عمله الرقابي ويشارك بإخلاص واضح في أعمال اللجان، بل المرحلة هي ربما للنائب الذي ينجح أكثر من غيره في مخاطبة غرائز الناخب، ويدغدغها ليفوز بصوته في نهاية الأمر.

نأمل ألا يطول الليل كثيرا، وأن يعود أحمد الفضل للبرلمان.. أقوى مما كان!
***
حصد الأستاذ الجامعي، خريج بوردو الفرنسية، «خالد الوسمي» المركز الأول في انتخابات مجلس الأمة العام 1981، وخسر في الانتخابات التالية لرفضه المشاركة في أية انتخابات فرعية قبلية، فأنزوى محترما نفسه!

اليوم يشارك ابنه المحامي «وسمي خالد الوسمي» في الانتخابات سائرا على نفس نهج والده، وهو بالتالي يستحق الاحترام والاختيار.

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top