تشرشل.. وأسماء المال

يقول ونستون تشرشل، بطل الحرب العالمية الثانية، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وصاحب التاريخ الاستعماري السيئ:
ركبت سيارة أجرة يوماً متجهاً إلى مكتب الـ«بي بي سي» لإجراء مقابلة إذاعية. عندما وصلت طلبت من السائق أن ينتظرني ٤٠ دقيقة حتى أعود. اعتذر الرجل عن تلبية طلبي قائلاً إنه يود العودة إلى البيت لكي يستمع إلى خطاب زعيمه المحبوب «السير ونستون تشرشل».
 
يستطرد تشرشل قائلاً إنه فرح كثيراً لما سمعه من ذلك السائق البسيط، وما أبداه من شوق وحرص على سماع كلمته وأقواله، وإنه أخرج عشرة جنيهات وأعطاها للسائق مع ابتسامة عريضة، قائلاً له هذه لك، واذهب لسبيلك، وكان المبلغ بالفعل كبيراً حينها!

عندما رأى السائق ورقة العشرة جنيهات في يده، قال له: لعنة الله على تشرشل وأقواله، سأنتظرك لساعات حتى تعود، وليذهب هو وخطابه إلى الجحيم!
***
يقال إن للمال أو النقود أسماء مختلفة، حتى في اللغة الواحدة:

ففي الكنيسة ودور العبادة يسمى «تبرعاً»!

وعند جمع النقد لمساعدة الغير يسمى المال «عانية»!

وفي المدرسة تسمى النقود «رسوماً».

والمال الذي يجمع للحكومة يسمى «ضريبة».

أما في الزواج، فيسمى مهراً. وفي الطلاق يسمى نفقة.

وعندما نكون مدينين لشخص وندفع له، فهذا سداد لدين.

وعندما نرغب في إنهاء معاملات نشتري طابعاً مالياً.

وفي المحكمة وتنفيذ الأحكام تصبح النقود «غرامات».

أما الأموال التي يتلقاها المتقاعدون من الخدمة، المدنية أو العسكرية، فهي «تقاعد»، ولكن ما نتلقاه من صاحب العمل يسمى «راتباً»!

وما يحصل عليه العامل البسيط يسمى «يومية».

وعندما نستدين من البنك مالاً فهو «قرض»، وعندما نسدد دفعاته، فإننا ندفع أقساطاً، ومثله قسط التأمين على الحياة مثلاً.

وعند الطبيب يسمى المال رسم استشارة، ويسمى عند المحامي أتعاباً، وعند الخاطفين يسمى «فدية».

والمال الذي يدفع مقابل خدمة غير قانونية يطلق عليه «رشوة».

أما المال الذي يدفع نتيجة ضرر مادي، فيسمى «تعويضاً»!

والمال الذي يدفعه القاتل، أو ذووه، لشراء دم القتيل يسمى «دية»!

والمال الذي يدفع لإنهاء خلاف مالي يسمى «تسوية».

وغير ذلك الكثير...

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top