وبشرهم باستمرار التخلف!

لم يبق كاتب ينتمي إلى حزب سياسي ديني لم يدع بأن تردي وضع التعليم وتخلّف المناهج يعودان إلى كون غالبية من تولوا مقاليد الوزارة، منذ ما بعد التحرير، من الليبراليين (!!).
هذا ادعاء فارغ، وحتى إن صح، فمن يدير الوزارة، من الناحية التربوية البحتة؟ هو الوكيل ومساعدوه والمديرون. كما أن بقاء الوزير قصير ويرحل مع أول تغيير، أما هؤلاء فيبقون ليستمروا في نقل «شعلة التخلف والظلام»، وتسليمها لمن يأتي بعدهم!
***
قام وكيل وزارة التربية المساعد للشؤون المالية (لماذا الشؤون المالية بالذات؟) يوم الأحد ٢٢ مايو، بتدشين المشروع الديني «وبشر المخبتين». ووصفه بأنه فخر للوزارة، وله كل الدعم من جميع القياديين، ويهدف إلى تدريب مدرسات المرحلة الابتدائية على إتقان تلاوة القرآن وتجويده!

لسنا بطبيعة الحال ضد أي نوع من المعرفة، ولكن في ظل كل هذا التخلف الذي نعيشه وتردي وضع الطالب، والحاجة إلى تثوير المناهج، هل يصبح موضوع تدريب مدرسات المرحلة الابتدائية على التجويد يستحق كل هذا الدعم الإداري والمالي وزخم الحضور، وتسخير قوى الوزارة وجهودها، وحرصها على حضور ممثلين عن جمعيات دينية، وممثلين عن «الأوقاف» ولفيف من قياديي الوزارة، الذين تركوا أعمالهم للمشاركة في الاحتفالية الكبيرة؟

لا أدري سبب كل هذا الحماس وكل هذا الوقت والجهد والمال لتعليم مدرسات المرحلة الابتدائية طريقة تجويد القرآن، ومناهج «التربية» متخمة بالمواد الدينية؟! ولماذا لا يلتفت السيد الوكيل المساعد للشؤون المالية بدلاً من التفرغ لنشر أفكار «جماعته»، وهل يحتاج مثل هذا المشروع لكل هذه التظاهرة؟

يصبح الوضع محزناً بالفعل عندما نقرأ تغريدة أو «صرخة» المدرس الفاضل محمد الفرج، التي أطلقها على «تويتر»، فيما يتعلق بوضع الطالب الكويتي في المدارس الحكومية قائلاً:

أوشكنا على الانتهاء من العام «الدراسي»، وإليكم تقريري الموجز عن مستوى الطلاب: الوضع العام، وهذا ليس تعميماً، ولكن فقط كوضع عام:

جسد ناعس خال من الفكر والوعي والإدراك والتوقد!

جسد حي بيولوجياً ميت فكرياً، مع نسبة تبلد وبلاهة مرتفعة بشكل مخيف!
***
هذا هو وضع «التربية» في دولتنا، مع استمرار الإخوان في العبث بأهم مرفق، كما يشاء ويشتهي قادته، فالجميع مشغول بالتشكيل الجديد القادم، ومسترخٍ ببلادة لوضع التجميد الحالي!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top