قلت أوقفي لي وارفعي البوشية

وجدعيني على ظبي تليع عندكم كن في خده شماع

وانت يا لايمي جعلك تضيع ما تماري بها مثل الشعاع

ودي اسلاه والكون الفنيع سلوتي يا علي ما تستطاع

شيبتني وانا توي رضيع جاهل تو في سن الرضاع.

كما توقفنا كذلك عن سماع الكثير من أشهر الأغاني التي كتبها الفنان الكبير عبدالله الفرج مثل: مر بي واحترش، وصابني بالغي طفل ما عدل.

كما أن أشهر ألحان الفرج اختفت، وكأنها لم تكن يوماً مصدر سرور وشجن الكثيرين، مثل «ملك الغرام عنانيا» والتي سبق أن لحنها صالح عزرا الكويتي، وأغنية «جلا في الكاس جالية الهموم»، وأغنية «يا من يعاوني على الونة» التي سبق أن غناها عبداللطيف الكويتي.

ومن أشهر أغاني الشاعر فهد بورسلي أغنية «يا الله تجبر خاطر العشاق»، وأغنية «سلموا لي على اللي سم حالي فراقه»، وأغنية «ياناس دلوني درب السنع وينه»، إلا أنها لا تكاد تبث، هذا إذا لم تمنع جميعها تماماً من السمع والرؤية في الإذاعة والتلفزيون الرسميين.

أما أغنية «قلت اوقفي لي وارفعي البوشية»، للشاعر خميس الشمري، التي غناها باقتدار الفنان الراحل «محمود الكويتي»، وآخرون، والتي يقول فيها:

قلت أوقفي لي وارفعي البوشية خليني أروي ضامر عطشاني

شفت الجدايل واحسبك رومية اتاري الزلوف مقرضة يا اخواني.

فربما تعتبر في أيامنا الكالحة هذه من الأدب «الفاسق»، الذي يجب ألا يبث أصلاً، في الوقت الذي لا تعارض فيه جهات المنع نفسها من نشر أو رؤية صور جوارٍ عاريات معروضات «للبيع» في سوق النخاسة، التي تملأ كتب التراث القديمة!

وهناك أغنية «فز قلبي» للشاعر عبدالله القحطاني التي يقول في مطلعها:

فز قلبي فز قلبي يوم شاف الغاويات

طول ليلي واتقلب صابني حب البنات

كدرن نومي عليه يوم مرن رايحات

الثنايا نظم لولو بالمبيسم شارعات

فلا داعي لذكر سبب التوقف عن بثها، فخيال العقول المتحجرة لا حدود له، ولكن فقط في البائس من الأمور!

أما الأغنية الشهيرة «لي خليل حسين» للشاعر والأديب الراحل أحمد العدواني التي غناها شادي الخليج في مطلع تألقه، فلا تسمع من الإذاعة إلا نادراً!
***
نكتفي بهذا القدر من الشعور بالألم، متمنين أن يكمل أحد الأخوة المهتمين بالتراث، من أمثال الأستاذ أحمد الصالحي، والأستاذ فيصل خاجة، الكتابة في هذا الموضوع المهم، والدعوة إلى المحافظة على تراثنا الفني الأصيل، فتراث الأمة ليس فقط «كشك الشيخ مبارك»، ومنطقة المباركية، وقصر نايف، بل وأيضاً فن وشعر وغناء وموسيقى كبار فنانيها ومؤلفي مسرحياتها ورواياتها، ورساميها ونحاتيها!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top