ما أحقره عندما يتكلَّم عن العفاف!

تداول النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع تسجيلا صوتيا للمعارض الأردني البارز والنائب الأسبق ليث شبيلات، يهاجم فيه جماعة الاخوان المسلمين، وهو من كبارها ومؤسسيها، حيث قال: نحن الإسلاميون المجرمون، الله لا يوفقكم والله لا يوفقني معكم، وبئس الرجل الذي أكون معكم!
وأضاف: إن كل فساد الدنيا أصبح من جماعة الاخوان المسلمين، فعند الغنائم تقولون نحن أكبر الناس والأغلبية، وعندما تأتي المصاعب تقولون لا نقد! وإن الاخوان حافظوا على التنظيم ولم يحافظوا على الدين، ولعن شبيلات التنظيم ألف لعنة!
***
ومن جهة أخرى، تمت إدانة كل من عمر بن حماد وفاطمة النجار، نائبي رئيس حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية، (الإخوان المسلمين) في المغرب، إثر ضبطهما في وضع غير محتشم (وهو ما يدعوان لنبذه طوال خطبهما الوعظية)، في سيارة في مكان عام!

برر ابن حماد علاقته بالنجار بأنهما متزوجان عرفيا، علما بأن حركتهما الإسلامية تحرم هذا الزواج! كما ان ابن حماد، عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويبلغ من العمر 63 عاما، متزوج وأب لسبعة أبناء! أما فاطمة النجار (62 سنة) فهي أرملة وأم لستة أبناء! وللاثنين عشرات الخطب والمواعظ الداعية للحشمة والعفة وغض البصر!
***
وفي الكويت تورط أكثر من نائب سابق من نواب الجماعات الدينية في قضايا أخلاقية، وتم تاليا الانتهاء منها بتسويات وغيرها!

ثم يأتي أحد هؤلاء الحزبيين ليعطينا دروسا في الأخلاق، ويسرد مجموعة من الأكاذيب عن العلمانيين، يدغدغ بها مشاعر البؤساء من الغوغاء، وكيف أن العلمانيين لا يمانعون في أن تكوّن المرأة صداقات وعلاقات مع من تشاء بغض النظر عن انعكاس ذلك على سمعتها وسمعة عائلتها (!!)، ولا أدري من الذي يتكلم هنا ويعطي المواعظ؟

كما اتهم آخر الليبراليين والعلمانيين بأن نظرتهم للمرأة «سطحية»! وأنهم من طالب السماح للمرأة بالسكن في فندق مع رجل من دون زواج.. وهذه قمة الوقاحة في القول ممن لا يستحي بالفعل!

كما ذكر بأن العلمانيين طالبوا بإلغاء مادة التربية الإسلامية من مناهج التدريس، وهذه كذبة كبيرة وحقيرة أخرى لم يسبق، حسب علمي، أن قالها أحد، ولم أقرأها أو أسمعها من أحد!

ويبلغ الفجور قمته عندما يصف العلمانيين بأنهم لا يرون في المرأة إلا وسيلة للمتعة! ويا ألف رحمة على نظرته لها!
***
وفي هذا الصدد كتب الزميل «أحمد طقشة» مقالا في الشاهد قال فيه:

التحريف والتضليل ينتهجهما فكرٌ فظ متجهم ضد المرأة وانسانيتها، وينتج عنه سخفٌ واسفاف تجاه العلمانيين وتشويه لمواقفهم.

العلمانيون يعتبرون المرأة انسانة ومواطنة كاملة ما زالت منقوصة الحقوق. ويريدونها مفكرة وعالمة وعاملة وسياسية وفنانة ورياضية تعمل دون تمييز بسبب الجنس. ويرون عصمتها في حريتها، فهما صفتان متلازمتان تتناسبان طردا لا عكساً، فكلما كبرت الثانية تعززت الاولى وترسخت. فلا رجل حر دون امرأة حرة. والنضال من اجل الحرية لا يعني سوء استخدامها ابدا، كما يزعم المتأسلمون زوراً.

العلمانيون مناضلون حقيقيون لنيل المرأة جميع حقوقها ومساواتها. ولترك عقلها وعبقريتها ومواهبها وقدراتها تنطلق الى اقصى ما تستطيع كي تتألق، فيما يريدها المتأسلمون «أَمةً»، وهم بعيدون عن هذه القيم لأنهم يعتبرون حرية المرأة «تحرراً من الدين» وهذا كذب!
***
لقد حان وقت كشف خبائث المنتمين للأحزاب الدينية، والمتسترين بأردية العقيدة.

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top