كلام «بلومبيرغ» عن الكويت

كتبت فيونا ماكدونالد، مراسلة «بلومبيرغ» الاقتصادية المرموقة، مقالا عن الكويت تضمن فقرات من مقال سبق أن كتبناه قبل أيام.

 تقول فيوما: لا يمكن لأموال النفط أن تشتري التقدم، خاصة إن كان هذا المال يستخدم لكسب النفوذ والشعبية، وهذا يسبب نوعا من القلق في دولة مثل الكويت، وخوفا من تراجعها إلى الوراء.

فشوارع الدولة ممتلئة بالحفر، بالرغم من أنها واحدة من أغنى دول العالم، وأشغلت الحكومة حالها في قضايا المثليين ومنع الاختلاط في الجامعة ومنع احتفالات رأس السنة وأشجار الميلاد، وغيرها من الأمور الهامشية تاركة ما هو أهم وأخطر وأكثر أهمية للوقت، لكي تُحلّ، كانهيار التعليم وضعف القطاعين الطبي والصحي، وغياب التنمية واختفاء مشاريع البناء والتطوير.

فبينما تنشغل الدول من حولها بمشاريع ضخمة، تبرز الكويت بكونها الدولة الأكبر «فيما لا تفعله»، بالرغم من أنها موطن لأقدم ديموقراطية في المنطقة، وموطن واحد من أكبر صناديق الثروة في العالم، وأقل دول العالم مديونية، ونظامها المصرفي قوي ومملوء بالسيولة.

تقول ريم العيدان، التي تدير شركة استشارية للتدريب، في تحقيق بلومبيرغ، إنها تكافح لتأمين الاستثمار لدعم المشاريع التي يمكن أن تساعد في بناء الاقتصاد غير النفطي، وهو أمر يُنظر إليه على أنه أمر بالغ الأهمية في جميع أنحاء المنطقة، مع محاولة الجميع الابتعاد عن الوقود الأحفوري. وعبرت عن إحباطها من نجاحات من هم حولنا، وعبرت عن الحاجة لفتح الباب أمام العولمة والاستثمار، وإن الصبر بدأ ينفد، خاصة بعد أن ركزت الحكومة على الإجراءات الحمائية، بدلا من الانفتاح، بسبب ضغوط البرلمانيين عليها.

ويقول الكاتب الليبرالي أحمد الصراف: جيراننا مبدعون في إيجاد طرق لإسعاد شعوبهم والترحيب بالآخرين في بلدانهم، والاحتفال بالفرح، ونحن نقوم بدلا من ذلك بإغلاق أبوابنا في وجه العالم، في إشارة إلى القواعد التي تحد الزيارة، ومن عدد الأجانب الذين يمكنهم العمل في بلد يدار من العمالة الوافدة، وإننا نجحنا في جعل كره الآخر والضعيف أسلوب حياة!

كذلك ورد في التقرير، أن الكويت ستشهد أكبر انخفاض في معدل زيادة الناتج المحلي الإجمالي، مع إصرارها على الانقلاب للداخل، وفقدانها قوتها الدبلوماسية الخارجية، في وقت شهد العالم نجاحات دولية ووساطات مهمة للدول الخليجية الأخرى.

كما فشلت الكويت في محاولاتها الإصلاحية تنويع اقتصادها، مع استمرار «التطبيل» لأن تصبح مركزًا تجاريًا!

نقلت فيونا عن حمد البحر، الشريك في شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، أن نظام الرعاية الاجتماعية مثل الأب الذي ينفق على أطفاله، لكنه لا يتوقع منهم أن يعملوا. وإنه يعتقد أن الإصلاحات الاقتصادية ستأتي قريبًا، وأشار مثل الآخرين إلى وجود نظام مالي واقتصادي قوي. وقال إن الأعمال تزدهر على الرغم من التحديات، وإنه يعيش في أمن مالي وجسدي.

في القطاع الخاص، هزت التحركات الحكومية الأخيرة لفرض السيطرة ثقة المستثمرين الدوليين والشركات المحلية، بحسب ما قاله مسؤول تنفيذي، في شركة كويتية كبيرة لبلومبيرغ، طالباً ستر هويته، وإن ضوابط الأسعار أضرت بالشركات، وإن بعض الشركات متعددة الجنسيات التي تعمل في مجال السلع الاستهلاكية وغيرها بدأت تبتعد عن السوق الكويتي أو خفضت انشطتها ونقلتها لأسواق خليجية أخرى.

وورد في التقرير بأنه كان سهلا على دول الخليج استخدام البترودولار لآفاق أوسع، لكونهم غير مقيدين بالسياسات البرلمانية والمعارضة التي تجعل الكويت فريدة من نوعها.

وردا على ذلك يقول بعض الكويتيين إن هذا ثمن يستحق الدفع في بلد من غير المحتمل أن يحدث فيه تحول مفاجئ في قيادة الأجيال في أي وقت قريب. وهنا يقول حمد الجاسر: «الكويت تتراجع ولا أحد يختلف على ذلك، ولكن هذا لا يعني أن الآخرين هم النموذج الصحيح الذي يجب اتباعه، فوراء تلك الغابة الخرسانية والزجاجية هوية سياسية وقضائية واجتماعية مفقودة»!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top