عدنان شهاب الدين وحياة الفهد

لو دخل صديقي العالم عدنان شهاب الدين إلى ديوانية معروفة، متأبطاً ذراع الفنانة حياة الفهد، ودخلت خلفهما متأبطاً ذراع الفنانة سعاد العبدالله، ووجدنا ترحيباً حاراً من رواد الديوانية، ولكن سرعان ما انفض القوم من حولنا، ملتفتين إلى الفنانتين الكبيرتين، معرضين عنا تماماً!

غالباً لن أشعر، ولا أعتقد أن صديقي عدنان سيشعر بأية «إهانة» لاهتمام الرواد بغيرنا، فالبشر بطبيعتهم ميالون أكثر إلى من يسعدهم، ويدخل الفرح إلى قلوبهم، ويضحكهم، ويبعدهم عن هموم الحياة، أما ما لدى عدنان من علم وفهم، وما لديّ منهما بدرجة أقل بكثير، فليس من الصعب الحصول عليه من بطون الكتب والجامعات والإنترنت، ومع قدوم الـchatgpt أصبح كل شيء متوافراً بنقرة أصبع.
***
في أيام عز الكويت ومجدها الثقافي والفني والأدبي، وحتى الرياضي، أخرج الانفتاح وخلقت أجواء الحرية مواهب قلّ نظيرها، وضعت الكويت ليس على خريطة العالم العربي فحسب، بل وفي قلوب ملايين العرب من المغرب وحتى عُمان. ولا أنسى انني عندما سأل صديقي الأرمني، جاك، رجل الأعمال الأرمني الصيني الكبير، وكان ذلك قبل سنوات طوال، عما يريد مني أن أحضر له من الكويت، التي عاش فيها في صباه، قال أنا عندي كل شيء، ولكن افتقد تسجيلات التمثيليات الكويتية لعبدالحسين وسعد الفرج وسعاد العبدالله وحياة الفهد وخالد النفيسي وغيرهم.
***
من يشاهد حفلات البيت الأبيض مثلاً، أو سيشاهد حفل تتويج الملك تشارلز في مايو المقبل، فلن يرى غالباً علماء فيزياء أو كيمياء، بل سيرى حتماً حضوراً كبيراً لفنانين تتوق الجماهير إلى رؤيتهم.
***
قبل قليل شاهدت، والدموع تملأ مقلتي، من دون مبالغة، حفل joy awards، الذي أقيم في السعودية، حيث تم تكريم وتسليم الجائزة الكبرى للفنانتين، الكويتيتين سعاد العبدالله وحياة الفهد، على جميل إبداعاتهما، من رئيس الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ.

صعود ممثلتينا المسرح وتسلّم جائزتيهما كان مشهداً مؤثراً بالفعل، شعرت فيه بالكم الكبير والمسافة الهائلة التي تخلفنا فيها عن غيرنا، بحيث اضطرت المملكة إلى أن تلفت نظرنا إلى ما لدينا من مواهب عالمية وكيف أهملناها، عمداً، وانشغلنا بمعارك أبي ثامر وصولات أبي براك، وجولات الباركود، وصراخ في المايكرفون.. يصير وما يصير!
***
يا من بيدكم الأمر، إن الكويت العزيزة والحبيبة تستحق اهتماماً أكثر، وحباً أكبر، وتقديراً أعلى، فمتى سيأتي هذا؟

جميل ورائع أن نشاهد احترام الشعوب لفنانينا، فهذا يثلج صدورنا بالفعل، ولكننا أولى من غيرنا بهم وبتكريمهم!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top