عادات وتقاليد.. بالية

منذ وعيت على الحياة وأنا ألاحظ تجنب الآخرون في مجتمعاتنا الحديث علنا عن الأمور الجنسية بحجة "العيب"، أو حرام التحدث في الجنس، وأن بعض الأمور شاذة أو ضارة أو مخالفة للعادات والتقاليد!
***
ضرر أي أمر لا تقرره النصوص بل يتحدد من خلال التجارب الواقعية، ولنا أسوة بالقصة التراثية التي تعلمناها في المدرسة، والتي تعلقت بالنهي الذي صدر عن النبي لمزارعي المدينة بالتوقف عن تأبير النخل، أي تلقيحها، لعدم الحاجة لذلك. وفي موسم القطاف التالي تبين خراب الموسم، فذهبوا للنبي يشكون حالهم، فقال لهم جملته الشهيرة، التي درسناها في المدرسة: أنتم أدرى بأمور دنياكم.
***
كنت في سن المراهقة أشعر، وأقراني، بتأنيب ضمير شديد، ومعاناة نفسية، وشعور باقتراف ما يشبه الجريمة، بسبب اضطرارنا كمراهقين للجوء للعادة السرية، تفريغا لمعاناتنا.
كانت المدرسة والمدرسين والكتب الدينية والتعليمات جميعها تحذرنا وتخوفنا من تبعات ذلك، ولكن مع الوقت خفت تلك المعارضة، بعد أن تبين انها السبيل الوحيد لإشباع الرغبة الجنسية.
وأتذكر إن أول كتاب جنسي علمي وقعت أعيننا عليه كان عنوانه "حياتنا الجنسية" ل"صبري القباني"، تضمن شرحا علميا وافيا لموضوع "العادة السرية"، وكيفية التخفيف منها، وغيرها من نصائح، وكان ذلك في خمسينيات القرن الماضي.
***
أثبتت التجارب والأبحاث الطبية الغربية مؤخرا، والتي أجراها علماء، ومن د. زيمرمان، أن كل تخوفاتنا السابقة من ممارسة هذه العادة ليس فقط لا أساس لها، بل وأيضا غير صحيحة علميا، فممارسة العادة السرية مفيدة للصحة العقلية والجسدية، خاصة وأن 95% من الرجال، و81% من النساء في الغرب اعترفوا بممارستها، ولم يؤثر ذلك لا على أخلاقهم ولا على صحة أبنائهم مستقبلا، ولا على قوتهم الجنسية بعدها، ولم ينتج عن ذلك إصابتهم بالعجز الجنسي، كما كان الكبار يرعبوننا منه، ونحن صغار وجهلة.
فمن فوائدها تحسين صحة القلب، المساعد على النوم العميق ليلا
وتقليل إصابة الرجال بسرطان البروستاتا، أو تقليل تضخمها، كما تساعد في تقوية قاع الحوض عند النساء، مثل تمارين كيغل kegel exercises، التي تساعد على سهولة التبول وغير ذلك من فوائد. كما أن ممارستها باعتدال تقلل من خطر إصابة المهبل بالعدوى. وتساعد، بشكل عام، في تقوية جهاز المناعة في الجسم، وفي الحصول على المتعة الجنسية، بدون مخاطر ولا تكلفه، كما تزيد الثقة بالنفس، من خلال معرفة جسدنا وحقيقة وظائفه وقدراته؟
وأخيرا، تساعد في زيادة المتعة الجنسية تاليا مع الشريك أو الشريكة.
ما ذكرته أعلاه لا يمثل رأيا أو تجربة شخصية، بل واقع علمي معروف يمكن الاطلاع عليها من مصادر كثيرة متوفرة على الإنترنت.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top