أصابعنا المحروقة والعراق

مهما فعلتْ وقدمت الكويت للعراق من مساعدات أو أموال، أو ما أبدته من محبة ورغبة في التعاون على أسس حسن الجوار فإن جزءا من العراق، بصرف النظر عن حجمه، سيبقى محتفظا بآرائه مؤمنا بأوهامه أن الكويتَ كلَّها أو جزءاً منها يعود للعراق، وهؤلاء لا يملأ أعينهم غير التراب، ولو أحرق الكويتيون اصابعهم لما غيّر هؤلاء آراءهم، وبالتالي من الضروري التصدي لأي طنين يصدر عن هؤلاء أو غيرهم ضد الكويت إعلاميا ووثائقيا على مختلف الأصعدة سواء بمواجهتهم في عقر دارهم أو من خلال القنوات العربية خارج الكويت. يبدو واضحا أننا غير مهيئين بشكل كاف لمواجهة موجة الهجوم وحملة الافتراءات التي أصبحت تتعرض لها الكويت على قنوات عراقية عربية أو في المحافل الدولية، ولو كنا في دولة أخرى لوجدنا أن الحكومة ستستبدل وزير الإعلام بآخر غيره أكثر نشاطا وقدرة واطلاعا لخلق وتجنيد الفريق الكفيل بالدفاع عن حقوق الكويت المشروعة. فطالما أن زمن المدفع الآلي لا يناسبنا في الرد على المختلفين معنا، فإن بإمكان المدافع البشرية، التي لا تقل عن المدفع الآلي قوة، شرح قضايانا، والدفاع عن حقوقنا وبيان مشروعية مطالبنا، وهذه المدافع تتمثل في شخصيات من أمثال: سعد بن طفلة، سامي النصف، فيصل الغيص، محمد الرميحي، شفيق الغبرا وغيرهم، خاصة ان الفريق الحالي من «المحللين السياسيين» قد استنفدوا دورهم وحان وقت تنحيهم، بعد ثبوت فشلهم، خاصة أصحاب الأصوات العالية الذين اشتهروا بفقد أعصابهم في النقاش، وتعالي أصواتهم. إننا شعب صغير نعيش في دولة صغيرة وأصبح وضعنا المريح والمستقر مصدر حسد الكثيرين، وليس هناك أفضل من إعلاميينا للدفاع عن حقوقنا المشروعة، ومحاولة إزالة ما علق بأذهان البعض من أوهام، وهذا ليس اختراعا جديدا، فكل دول العالم تستعين بأفضل اعلامييها لشرح قضاياها كي لا تترك الساحة للجانب الآخر ينشر فيها خرافاته وأكاذيبه، فان يكون الحق معنا لا يعني أن نلتزم الصمت ولا نرد على الأكاذيب. تقاربنا مع العراق يجب أن يستمر وتعاوننا معهم أمر لا بد منه، وتمتين العلاقات التجارية والاقتصادية أمر أكثر من حيوي، وكل هذا يجب أن يترافق ويتزامن مع الحرص على حقوقنا وتوضيحها للجميع من دون تردد.

أحمد الصراف 



الارشيف

Back to Top