دراسات واقتراحات

1 – أثبتت دراسات أجرتها جامعة ميسوري الأميركية، وأكدت تجارب أخرى أجرتها «وكالة الفضاء، ناسا»، أن من الأفضل عقد الاجتماعات العاجلة والمهمة وقوفا، علما بأن النتيجة ستكون غالبا نفسها إن اختار المجتمعون الجلوس إلى طاولة مثلا، ولكن عقد الاجتماعات وقوفا يوفر عادة ما يزيد على %30 من وقت المجتمعين! ولكن هل للوقت أهمية في حياتنا؟.. أشك في ذلك!
2 – قام باحثون بطرق أبواب سكان منطقة سكنية وطلبوا منهم الموافقة على وضع لوحات كبيرة في حدائق منازلهم تحذر السائقين من القيادة المتهورة. رفض الجميع الفكرة. هنا قام الباحثون بطرق أبواب منطقة سكنية أخرى، وطلبوا منهم وضع نفس اللوحات، وإن بحجم أصغر بكثير، فتقبل الجميع تقريبا الفكرة. وبعد فترة اتصلوا ثانية بنفس المجموعة الثانية وطلبوا منهم استبدال اللوحات الصغيرة بأخرى كبيرة، فقبل ثلثا عددهم الفكرة من دون تردد. وهذا ما يطلق عليه علماء النفس بنظرية وضع القدم على الباب، أي ان نفتح ثغرة صغيرة، لنتمكن تاليا من توسعتها، فإذا أردنا من الآخرين الإنصات الينا فعلينا جعل طلباتنا بسيطة ومقبولة، قبل أن نطلب منهم اشياء أكبر أو أكثر صعوبة.
3 – وقام باحثون من جامعة هارفرد الأميركية بدراسة نتائج الطلب من شخص في الشارع، واثناء هطول المطر، استعارة هاتفهم النقال لإجراء مكالمة مستعجلة. وجد الباحثون أن %9 فقط استجابوا للطلب. ولكن عندما قام هؤلاء بالاعتذار عن حالة الطقس، قبل طلب استعارة الهاتف، ارتفعت نسبة القبول إلى %47، والسبب أن الاعتذار للآخرين عن أمر يقع خارج إرادتهم يجعلهم يميلون لاعتبارنا أكثر أهلا للثقة. وبالتالي يقول السيكولوجيون إننا عندما نعتذر للآخرين عن أمور تقع خارج نطاق إرادتنا، كالاعتذار عن حالة الطقس أو ازدحام المرور، فإن هذا يجعلنا جديرين بالثقة في أعينهم! ولكن هل تفيد مثل هذه الامور في مجتمعاتنا.. ربما؟
4 – قام عالم برسم دائرة زرقاء واحاطها بدوائر بيضاء بضعف حجمها. ومقابلها رسم دائرة زرقاء أخرى وأحاطها بدوائر بيضاء أصغر حجما منها بكثير، وسأل: أي الدائرتين الزرقاوين أكبر من الأخرى؟ من الوهلة الأولى يبدو واضحا أن الدائرة الزرقاء المحاطة بدوائر بيضاء صغيرة تبدو أكبر من الأخرى، ولكن بإزالة جميع الدوائر البيضاء الصغيرة والكبيرة من حول الدائرتين الزرقاوين، نجد أنهما متساويتان في الحجم. وبمعنى آخر لو وضعنا نفس كمية الطعام في صحنين؛ واحد صغير وآخر كبير، فسيبدو الطعام الذي في الصحن الأكبر أقل بكثير مما في الصحن الآخر، على الرغم من تساوي الكميتين. وهذا يعني، من الناحية العلمية والنفسية، أننا إن رغبنا في تناول كميات طعام أقل، وإنقاص أوزاننا، فما علينا غير استبدال صحون الطعام بأخرى أصغر.. فالعين، وخاصة في دولنا، تأكل معنا!
5 – وتبيّن لباحثين آخرين أن مظهرنا العام أو ما نرتدي يؤثر في تصرّفات الآخرين. فلو قام أحد المشاة مثلا بعبور الشارع في الوقت والمكان الخطأ، فإن لا أحد تقريبا سيحذو حذوه إن كانت ملابسه بسيطة أو رثة. ولكن لو قام شخص تبدو الأناقة والاحترام عليه بالقيام بالفعل نفسه فإن الغالبية ستتبع خطاه وترتكب نفس الخطأ، وبالتالي علينا الحرص على ارتداء أفضل ما لدينا إن أردنا التأثير على الآخرين.. ولكن ما مدى أهمية مثل هذه الأمور بيننا؟

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top