الليبرالية ومآسينا

تعتبر جمعية الحُرية (الليبرالية) الكويتية واحدة من أكثر الجمعيات نشاطاً على الرغم من حداثتها، وتواضع مواردها. ومن منجزات هذه الجمعية الشابة نجاحها الأخير في المشاركة في مؤتمر اتحاد الليبراليين العرب، الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، منتصف الشهر الماضي، وقبولها عضواً في الاتحاد كجمعية نفع عام فكرية غير سياسية.
عقد المؤتمر الليبرالي العربي بالتعاون مع منتدى الفكر الحُر وحزب الحركة الشعبية الهولندي ومؤسسة فيدريشن ناومان من أجل الحُرية، وشاركت فيه 27 شخصية من مختلف العالم. ومثلت الجمعية الليبرالية السيدة رئيسة الجمعية إيمان جوهر حيات، والأستاذة حنان جاولي عضوة المجلس. وبجهودهما الشخصية، نالت الجمعية موافقة الاتحاد على عضوية جمعية الحُرية الكويتية (الليبرالية) كأول مؤسسة رسمية خليجية تُقبل في الاتحاد الليبرالي العربي على مستوى منطقة دول الخليج، مما سيفتح المجال الواسع أمامها لإقامة أنشطة متعددة وعلى مختلف المجالات، والانطلاق لرحاب دولي أكبر.
وعلى الرغم من أهمية هذا الإنجاز الذي سينعكس حتماً على دور الجمعية ومكانتها محلياً وإقليمياً، فإن الحدث لم يلق ما يكفي من تغطية إعلامية، وربما السبب في ذلك يعود إلى استمرار معاداة قوى التخلف ليس لأنشطة الجمعية فحسب، بل ولكامل وجودها.
وفي جانب آخر ومنطقة أخرى، أجمع أعضاء من «الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط» على أن «انتشار الفقر والجهل وغياب الديموقراطية في مجتمعات الشرق الأوسط هما سبب تصاعد حدة الإرهاب فيها، ففي معظم هذه الدول تهدر الحقوق وتنتهك الحريات وتغيب الديموقراطية، ووضعها بالتالي لا يسمح لها بمحاربة الإرهاب والتطرف بطريقة فعالة». وفي هذا المجال صرّح ديفيد ساسولي رئيس الجمعية، التي تضم برلمانيين أوروبيين وعرباً، بأن لجان الجمعية ستتبنى مبادرة لحل الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، وأن المبادرة تحظى بدعم أعضاء برلمانات الدول الأعضاء بالجمعية، بحيث تكون نقطة انطلاق جديدة لتحقيق السلام في المنطقة.
وأعلن عن سعيه لأن يختار البرلمان الأوروبي لموضوع «الهجرة» قضية محورية، مشدداً على أهمية إعادة السياسة البرلمانية، والحوار السياسي إلى دوره الفعّال، مع التركيز على الشراكة السياسية، والاقتصادية، والتعاون بين برلمانات اتحاد المتوسط، بهدف مواجهة التحديات للدول الأعضاء. كما أعلن عضو برلماني أوربي آخر عن أهمية تفعيل إجراءات وقف تمويل الإرهاب، ووضع أجهزة الاستخبارات استراتيجيات لمواجهته، ومراقبة أنشطة غسل الأموال، والحوالات المالية، مطالباً بتعظيم الدور الثقافي، والبحث عن نقاط التقارب التي تجمع دول المتوسط، وتجاوز نقاط الخلاف، خصوصاً أن هناك نقاطاً تاريخية مشتركة كثيرة.
إلى ذلك، قال النائب في البرلمان الأردني رائد الخزاعمة إن «الإرهاب هو فكر وعمل يؤلم الجميع، ومن لم يتأذّ منه اليوم، فسيتأذى غداً»، متهماً الدول الأعضاء بعدم القيام بدور حقيقي في محاربة الفكر المتطرف، خصوصاً أن الظلم لا يولد إلا إرهاباً وعنفاً.
من كل ذلك، نرى مدى اهتمام دول العالم باستقرار المنطقة وضرورة مساعدتها في حربها ضد الإرهاب، ولكن من الواضح أكثر عدم اكتراث قيادات أغلبية دول المنطقة بالمشكلة، أو حتى اعتبارها قضية، وبالتالي استمرارهم في اللجوء للوسائل القمعية في سعيهم للقضاء على الإرهاب، لكي لا تنتهي المأساة وتستمر المعاناة.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top