عم صالح.. وسع صدرك لكلامي!

تشكو الكويت، كغيرها من دول العالم الثالث من كم كبير من المشاكل الأمنية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية، ويبدو أن لا نهاية لغالبيتها، بل إن وضع الكثير منها في تدهور واستفحال.
وأعتقد أن الكثيرين يشاركونني في حقيقة أنه لا قضية محلية تتمثل فيها كل التصنيفات والمشاكل أعلاه كقضية «ساقطي القيد أو الهوية» أو غير محددي الجنسية، أو من يسمون بـ «البدون»!
كما أعتقد أن الكثيرين أيضا يتفقون معي في أن الحكومة أحسنت اختيار السيد صالح الفضالة لإدارة جهاز متابعة شؤون هؤلاء «البدون»، ليس لعمق ما لديه من معلومات ولتجربته السياسية الطويلة وسمعته النظيفة فقط، بل وأيضا لقوة شكيمته في مواجهة مثل هذه المعضلة التي سيمر عليها نصف قرن من دون حل جذري، وقد أبلى الفضالة بالفعل، في فترة قصيرة نسبيا، بلاء حسنا في عمله، ويشكر على ذلك، ونجح في انجاز الكثير وكشف حالات تزوير عديدة وجنبنا والوطن شرورا كبيرة، سيحفظها له التاريخ.
ولكن، وآه من ولكن، يعلم السيد الفضالة جيدا أن بقاءه على رأس الجهاز محدد بوقت معين وليس هناك منصب دائم، وأيام رئاسته في تناقص في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد «البدون» وتتزايد مشاكلهم، وهذه من طبائع الأمور، فلا شيء يبقى على وضعه للأبد. وبالتالي فإن الخوف، يا صديقنا الكريم، من أن يأتي اليوم الذي ستضطرك فيه الظروف او عامل السن لأن تتنحى وتترك مسؤولية ادارة الجهاز لغيرك. وقد لا يكون من سيأتي بعدك بمثل قوتك وكفاءتك، فما العمل؟ هل بيدك التحكم في ذلك؟ الجواب بالنفي طبعا!
وعليه، فإن على المخلصين من أمثالك التفكير والعمل، بـ «الجاوية واللاوية»، على وضع نهاية لمشكلة «البدون»، ومسح هذه اللطخة السوداء عن وجه الكويت الإنساني، وذلك بالسعي الجاد لدى الحكومة لتقوم بتشكيل لجان من خيرة المواطنين، وما أكثرهم، للنظر في ملفات هذه الفئة، وإجراء المقابلات الشخصية مع أطرافها، وتجاوز المعوقات الإدارية، ومن ثم تقسيمهم لفئات واضحة المعالم تمنح الأولى منها مثلا الجنسية الكويتية، مع شروط صارمة ومحددة، وتعطي الثانية إقامات دائمة، ومن بعدها يتم منح أفرادها، من الجيل التالي، الجنسية الكويتية، وأيضا مع شروط أمنية صارمة… وهكذا بحيث يتم إغلاق ملف «البدون» مرة وإلى الأبد.
نكرر قولنا يا عزيزي، إن المستقبل لا ضامن له، ومن الأفضل الانتهاء من المشكلة، بأفضل طريقة ممكنة، وأنت على رأس الجهاز، وقبل أن يأتي من بعدك من يترأسه وقد يخرب كل ما بنيت!

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top