هند.. المرأة الحديدية

بدأت أشعر، ولأول مرة منذ سنوات طويلة، بأن وزارة الشؤون جادة بالفعل في محاربة الفساد، إن بداخل أجهزتها، أو بتصديها لتجار الإقامات.
ما جعلني أشعر بذلك هو نوعية الهجوم الذي تتعرض له الوزيرة، ونوعية مستجوبيها، ورقم الاستجوابات القياسي الذي تعرضت له، وأعتقد بالتالي أن سنة 2018 ستكون بالفعل سنة صعبة على المتاجرين بالبشر، وعلى مزوري الإعاقات وعلى المتلاعبين بإعانات الشؤون وغيرهم. فقد أعلنت هيئة القوى العاملة مؤخراً عن إحالة أصحاب أكثر من 200 شركة إلى النيابة لقيامهم بجلب أربعة آلاف عامل للبلاد من دون عقود عمل، ولا أي عمل، وتركتهم في الشوارع لمصيرهم. وأنه تم تغريم أصحاب تلك الشركات بمبالغ تزيد على أربعة ملايين دينار، وهذا ما لم نسمع به من قبل في عهد أي وزير شؤون سابق، فلأول مرة نجد كل هذه الروح القوية لدى الوزيرة ومسؤولي الهيئة ومديرها أحمد الموسى، في ملاحقة تجار الإقامات، والشركات الوهمية، ومعاقبة من هم وراءها. ونتمنى ألا تتوقف تلك الملاحقة على أبواب علية القوم من متنفذين ومن المسيئين أيّاً كانوا.
كما بلغ إجمالي الشركات الموقوفة ملفاتها في الشؤون، على مختلف بنود المخالفات، أكثر من 7200 شركة يمتلكها آلاف المواطنين، ومنهم من مدعي التدين والشرف، الذين استغلوا حالة الفساد المستشرية لسنوات، ووسطوا نوابا ومتنفذين، واستغلوا اوضاعهم الاجتماعية، في المتاجرة بالبشر.
كما تم خلال 2017 أيضا تحويل 563 شركة لإدارة التحقيقات، إضافة إلى ثماني أخرى، حتى الآن، هذا العام.
من كل ذلك نجد أن أكثر الناس تضررا من إجراءات الوزيرة هند الصبيح هم غالبية من سعوا إلى استجوابها المرة تلو الأخرى، والذين لم تسلم نساء ورجال وزارة الشؤون المخلصون من هجومهم، وحربهم عليهم جميعا إما مباشرة أو في شخص الوزيرة.
كما تبين أن الفئة الأخرى التي تضررت من إجراءات الوزارة الصارمة هم طبقة العمال الذين قام هؤلاء المجرمون، من تجار البشر، بسلبهم وأهاليهم غالي أموالهم ليأتوا إلى الكويت ولا يجدوا عملا ولا دخلا، وهنا تقع على الوزارة مسؤولية إعادتهم إلى أوطانهم على حسابها من حصيلة الأموال التي تم تحصيلها كغرامات من المتاجرين بقوتهم.
لقد كشف استجواب الوزيرة، الأخير، وصولية الإخوان المسلمين، ووضاعة موقفهم، بعد ان قام بعضهم بالوقوف مع طارحي الثقة، وآخرون ضد طرحها، وهذه حركات سوقية ما كان يجب أن تصدر عن حزب ديني يدعي الاستقامة والشفافية في عمله، ولكنهم الإخوان بكل ما عرف عنهم من وصولية وهوان!

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top