فوائد الحملقة اليومية

كتبت قبل فترة عن تجربتي مع 'اللحية'، وذكرت ان من محاسن وفوائد تركها دون حلاقة عدم اضطرار صاحبها القيام بعملية الحلاقة اليومية، وما يجره هذا الامر من مشاكل جلدية وتكاليف مادية، وما ينتج عن الامر من توقف شبه تام لعملية الحملقة اليومية في المرآة، خاصة مع تقدم العمر، للتأكد من ان الحلاقة قد تمت بشكل نظيف وجيد.
ويبدو ان القلة جدا من اصحاب المجموعة الاولى لا تنظر للمرآة بشكل مستمر، وبالتالي، لا تعرف من تكون، ولا تعلم بتواضع امكاناتها العلمية والادبية.
احد جيراننا في الصفحة كتب قبل ايام مقالا يمتدح فيه رجل دين، ينتمي لحزبه السياسي ، ومن الفائرين بجائزة للبحوث والدراسات الاسلامية، حيث سخر المقال لمدح وترويج كتابه الذي وضعه عن ذلك العالم الديني حيث قال بالحرف الواحد:
'ِِ طار الناس بكتابي هذا المصنف عنه، لما فيه من معلومات وافرة ومفيدة ومهمة عن حياته الخاصة والعلمية واجتهاده، لم تكن في يوم ما موجودة في كتاب'!!
لا اعرف بالدقة المقصود ب 'طار الناس بكتابي' ولا اعرف الى اين طاروا به!! وهل هذا هو الطيران الثاني في حياة المسلمين بعد محاولة الاخ الفاضل عباس بن فرناس الطيران من دون ذيل؟ وكيف يسمح كاتب أن يصف نفسه بالعالم ، ويصف من يختلف معه بالجاهل؟؟ وكيف يقول عن كتاب جمع مادته مما تحت يده من كتب 'ملونة' بأن الناس قد طاروا به، وبأن فيه معلومات وافرة ومفيدة ومهمة؟؟ وماذا ترك السيد الكاتب اذا للنقاد ولبقية القراء ليقولوه عن ذلك الكتاب الذي انتهى امره بعد ان سرق منه وصور في عواصم متعددة!! وإذا كان هذا الكاتب الصحفي بكل تواضع انتاجه اليومي يقول هذا عن كتابه فماذا تركنا لنجيب محفوظ ليقوله عن انتاجه الادبي اذا؟؟
لقد قررت بعد قراءتي لذلك المقال حلق ما نبت على وجهي من شعر لكي استمر في الحملقة اليومية في مرآة الحمام!!
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top