قافلة الحضارة تسير

في مقابلة للعقيد دِ بدر الخليفة، مدير ادارة المختبرات الجنائية، مع احدى الصحف المحلية قبل ايام، وردت الملاحظات القيمة التالية بخصوص مركز 'استعراف' البصمة الوراثية:
ان نتائج البصمة الوراثية دقيقة والى درجة 100% في حالة نفي النسب مثلا، وبنسبة واحد الى مائة الف في حالة اثبات النسب، وبأن المركز يعمل على النظام الدولي في البصمة اي انه محكوم بنظام رقابي وتحليلي متكامل.
ان النظام سري ولا يعرف به كافة القائمين على عملية التحليل، حيث ان العينات تعطى ارقاما سرية.
انه يمكن عن طريق البصمة الوراثية 'علم الجينات' معرفة هويات الجثث في حالة انهيارات المباني والزلازل والمعارك، كما يمكن معرفة اشخاص توفوا منذ اكثر من 500 الف سنة، وذلك عن طريق تحليل رفاتهم جينيا.
وقال انه لا يعرف مبررا لمن يحاربون البصمة الوراثية حيث ان اهدافها انسانية وعلمية وقانونية.
وكان اخطر ما صرح به ان دور الادارة يكمن كذلك في تحديد الآباء البيولوجيين وليس الآباء الشرعيين!!.
وهذا يعني انهم قد يصلون الى نتيجة علمية ما تتعلق بنسب ابن او ابنة لشخص ما، ولكن الشرع قد يكون له رأي آخر وربما يكون هذا الرأي ابعد ما يكون عن العلمية والمنطق، ولكن قد يؤخذ به كما يطالب ويصر معارضو نظام البصمة الوراثية.
ان معارضة هذه الانظمة الحديثة والتطورات العلمية لا تختلف كثيرا عن تلك الاعتراضات والتكفيرات التي مررنا بها، مثل معارضة تعليم الفتاة وقيادة السيارة 'حصان الشيطان' ومشاهدة السينما والتلفزيون وانشاء بنوك الدم والاعضاء والبطاقة المدنية وغيرها من الامور الحضارية الاخرى التي كانت قافلتها تسير بسرعة ويسير معارضوها ببطء!!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top