ملاحظتي بداية الاسبوع

1 ـ قيل ان الكويت بحاجة الى مزيد من التعاون ورص الصفوف واليقظةِ وان لا فائدة من التغني بالديموقراطية اذا كان صدام يهدد الكويت!! وان الديموقراطية جيدة، ولكنها يجب ان تكون حبية وودية.
وكتبت الصحف على لسان سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ان صدام يتابع جلسات مجلس الامة الخالية من الجد والعزيمةِ وان لا صوت يجب ان يعلو على صوت المدفع!! والحقيقة ان مجلس الحكومة الوطني لعام 1990 كان مجلسا حبيا وودياِ ولم تكن آلية عمله تسمح باستجواب الوزراءِ وكان، كما قيل لنا، يضع مصلحة الكويت قبل الديموقراطية او اي شيء آخر، ومع كل ذلك لم تمنع كل تلك الامور صدام حسين من اتخاذ قرار غزو الكويت!.

2 ـ نهنئ، وللمرة السابعة والثلاثين بعد المائة، تلك المجموعات الشجاعة من المواطنين التي تقوم بين الفترة والاخرى بمحاولات اعتداء على المراكز الامنية ومخافر الشرطة وضرب رجالها 'الآمنين' وتكسير محتويات وأبواب المراكز وتحطيم زجاجها وتهديد المسؤولين فيها والانتقام ممن يريدون الانتقام منه من المحتجزين او المتهمين وضرب من يريدون ضربه والخروج من المخفر، معززين مكرمين حاملين معهم آلاتهم الحادة وأسلحتهم التي استعملوها لشد ازر بعضهم البعض، ولكن بعد قيام تلك المخافر بالاستنجاد بقوات الدفاع الخاصة التي هرعت لتلبية النداء بقيادة العقيد الفلاني وقوات مقاومة الشغب بقيادة العميد الفلتاني، وبعد تدخل دوريات النجدة بقيادة المقدم صبحي الثاني.
وكما هي العادة سيتدخل هذا الطرف وذاك المتنفذ وتلك الجهة، وستتم لفلفة الموضوع بطريقة او بأخرى بعد توقيع اقسى العقوبات على المعتدين، والتي تتمثل عادة بإجبارهم على توقيع تعهدات واضحة بعدم تكرار تلك الافعالِ وستوضع تلك التعهدات في احدى خزائن المخفر المفتوحة دائما، إما بسبب ضياع المفتاح او لعدم وجود قفل للخزانة الحديدية اصلا، او ان الدرج الذي ستحفظ التعهدات فيه مكسور منذ الشهر الاول لافتتاح المخفرِ وسريعا ما ستختفي تلك المستندات بقدرة قادر لتبدأ دورة عنف جديدة.
ومن المفيد معرفة اننا، وطوال السنوات العشر الماضية، لم نسمع بتقديم اي فرد من اولئك الذين شاركوا في عشرات الاعتداءات على المخافر والمستوصفات والمستشفيات للقضاء العادل لينالوا ما يستحقونه من عقاب.
انني اكرر هنا ما سبق أن ذكرته في اكثر من مناسبة بأننا نعرف السبب الكامن وراء ما يحدثِِ ومن الصعب تقبل فكرة لوم تلك الاطراف المعتدية وجلد ظهر من يقوم بالتدخل لصالح ابناء طائفته او قبيلته او عشيرته او اهله واصدقائه دون ان نحدد الجهة الوحيدة المسؤولة عن كل هذا التسيب الاخلاقي الذي نعيش فيه.
تحية لرجال الشرطة على صبرهم وقوة تحمل اعصابهم وتحية مماثلة لرجال التحقيق الذين يبذلون اقصى الجهود في اجواء غير صحية مطلقاِِ وعسى ان يكون الله في عونهم جميعاِ وأعترف هنا بسعادتي التامة لانني لست في موضع اي منهم.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top