الى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء:. من الصادق فيهم؟

أكد السيد عبدالرحمن الكندري، مدير العلاقات العامة في بيت الزكاة، ان طلبات مختلف فئات المجتمع في الكويت تفوق بكثير ايرادات البيت من أموال التبرعات والخيرات ومساهمات الحكومة! وأن هذا الأمر دفع البيت للتركيز على اعطاء المساعدة للأسر الأكثر حاجة وتضرراِ وناشد السيد الكندري المحسنين التقدم بزكواتهم وصدقاتهم للبيت لتمكينه من أداء رسالته، ومد يد العون لجميع المحتاجين الذين لم يستطع البيت الاستمرار في توفير أدنى متطلباتهم!.
* * *
هذه، يا سيدي، مؤسسة حكومية يعين كبار المسؤولين فيها بقرارات وزارية علياِ وهم بالرغم من كل ما يشاع ويقال عن انتماءاتهم الحزبية الدينية، محل ثقةِ ولا أعتقد، برأيي الشخصي، في أن ما ذكره السيد الكندري بعيد كثيرا عن الحقيقة.
فاذا كان هذا صحيحا، فلماذا اذا نسمح لكل تلك الجمعيات والهيئات واللجان التي يتجاوز عددها المائة بكثير بجمع الملايين والادعاء بصرفها على مجموعة من الشعوب التي يعادينا بعضها ويبغضنا بعضها الآخر، ولم ولن يسمع بنا أغلبها؟ يحدث ذلك في الوقت الذي لم نتمكن فيه من تلبية احتياجات من يعيشون بين ظهرانينا وينتمون إلينا وتؤثر أحوالهم علينا؟ ومنذ متى كان الغريب والبعيد أولى بالمساعدة والدعم من القريب؟.
إن الأمر يتطلب تدخلكم الشخصي لمعرفة من الصادق في هؤلاء، والى من يجب ان توجه المساعداتِ فالسكوت عن هذا الأمر ليس في صالح أحد غير المستفيدين من 'جماعة كل من هب ودب لجمع مال كل من أعطى ووهب'.
فالغرف مستمر والنهب جار على قدم وساق، ولا أحد يود أن يتدخل لمعرفة من يجمع، ولا حصر ما جمع، ولا أين تذهب كل هذه الأموال، ومن يديرها، أو كيف تدار؟ ولا أعتقد ان احدا غيرك بامكانه وقف هذا الأمر، أو على الاقل تقنينه، وهذا اضعف الايمان؟.
فهذه الأموال التي تجمع اليوم بهدوء وسكون، سيتم عن طريقها تغيير الكثير من المعادلات والحسابات مستقبلا، وربما سيتم بها تغيير مصير الأمة كلها! فهي أموال هائلة وسهلة ولا رقيب عليها، ولا حسيب وراءها وما علينا الا البلاغ.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top