شريط الذكريات

ربما لن يصدق البعض انني لا ازال اتذكر جيدا، بالرغم من مرور اكثر من نصف قرن، اليوم الأول الذي شاهدت فيه الوجه الطيب والصبوح لفناننا واستاذنا الكبير ايوب حسين الايوبِ كان ذلك في مدرسة الصباح التي 'كانت' تقع على شارع احمد الجابر 'دسمان' سابقا، وبالقرب من مخفر الشرق الحالي، قبل ان تمتد لها معاول الجهل بالهدم والتدمير.
ادخلني والدي لتلك المدرسة بالذات ربما بسبب وقوعها بين مكتبه في السوق من جهة وبيت جدي الذي كان يقع بالقرب من مقبرة هلال المطيري من جهة اخرى.
بالرغم من صغر سني الا انني كنت شقيا 'شاق الارض وطالع'، وبسبب شقاوتي تلك، ورغبة من الاستاذ ايوب في وضع حد لها، فقد قرر معاقبتي بطريقة غريبة، وفي اليوم الأول الذي دخل فيه فصلنا لتدريسنا احدى المواد التي كان مكلفا بها، حيث قام بوضع قطعة من الطباشير بين اصبعين من اصابع يدي وضغط عليهما بقوة مما تسبب في اصابتي بالم شديد واحسست بانني ارغب بالبكاء، ولكني تغلبت على ألمي ولم يصدر مني اي صوت!! وربما لهذا السبب او ربما لشعور الاستاذ ايوب بانه زادها حبة معي فقد قرر مكافأتي، وايضا بطريقته الخاصة، حيث طلب مني ان امسح دموعي وان اجلس مقابله ليقوم برسمي بقلمه الرصاص وعلى ورقة بيضاء قياس 'اي فور'.
كانت تلك اول صورة 'بروفايل' في حياتي، وانا على استعداد اليوم للتبرع بمبلغ 5000 دينار لجمعية سلطان التعليمية بالذات مقابل حصولي، ولو على نسخة من تلك الصورة التاريخية!!
اكتب هذا لكي اشيد بهذه الشخصية الكبيرة ولأطالب بمنحه ما يستحق من اهتمام وتقدير على سيرته وانجازاته واعماله الفنية الكبيرة.
وبهذه المناسبة اتذكر من زملاء الدراسة في تلك المدرسة : هاشم بهبهاني، الشيخ مبارك جابر الاحمد، الشيخ خليفة عبدالله الخليفة، صالح المسلم، عبد المحسن المتروك، ابراهيم العلي، وغيرهم وخاصة من الشيوخ والمواطنين الآخرين من سكان قصر دسمان.
كما اتذكر من الاساتذة جيدا صالح شهاب، ومحمد علي، وحسين العلي ويوسف عبيد ومحمد الجسار بنظارته وبذلته الانيقة، والاستاذ عبد المجيد صاحب القلب الطيب، والذي نقل بعد فترة لمدرسة الصديق كوكيل لها، أما ناظر المدرسة فلا اتذكر اسمه أو وجهه بالرغم من انه تسبب في حصولي على 'جحيشة' معتبرة لسبب لا اتذكره الآن!!
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top