شكككرا لللجميييع

أعترف صراحة بأنني لم أكن اتوقع ذلك الحجم الكبير من ردود الفعل الايجابية التي توالت مباشرة بعد نشر مقالنا الذي تعرضنا فيه لذلك المنشور الصادر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي وصف فيه كاتبه شعوب العالم الغربي، والمسيحيين عموما، بأن : 'اخلاقهم فاسدة وخبيثة ويكثر بينهم الحسد والغدر والخيانة والبغي والفساد والكذب والفجور وغيرها من الرذائل والفساد الأخلاقي' وأننا احسن منهم في كل شيء!.
وكان أول ردود الفعل وأكثرها خطورة الخلوة المختصرة التي عقدت على جانب اجتماع مجلس الوزراء الأخيرلمناقشة ما جاء في ذلك المنشور واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع آثاره السلبية.
كما قام وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، المعروف عنه حبه للجميع وحياديته السياسية والمذهبية والدينية العميقة جدا والمطلقة، بتشكيل لجنة للتحقيق في كيفية صدور مثل ذلك المنشور المتطرف في عداوته ولغته الفجة المستنكرة من وزارته، واستهجن الطريقة التي تم بها وصف شعوب كاملة تدين لها البشرية بكل ذلك الفضل في مختلف ميادين الحياة، وندين لها نحن فوق كل ذلك بالامتنان لمساعدتنا في تحرير بلادنا، بكل تلك الاوصاف المقذعة وغير المقبولة.
أما الأمانة العامة للوقف فقد اكتفت بفصل الشخص المسؤول عن تمويل قطاع مطبوعات المساجد، ولم تقم باحالة الامر للنيابة العامة، كما كان متوقعا.
وتعددت ردود الفعل في الجانب الشعبي حيث شكلت جمعية (لجنة) الأسرى والمرتهنين وفدا لمقابلة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير العدل للاحتجاج على ما جاء في ذلك المنشور، لا لشيء الا لما سببه من حرج لوفود الجمعية أو اللجنة في الخارج والتي فوجئت بردود الفعل الغاضبة من الدول التي قامت بزيارتها، والتي وصفناها بالفجور والفساد الاخلاقي وارتكاب كافة الموبقات والرذائل الاخلاقية، ثم طالبناها في الوقت نفسه بالوقوف معنا ومناصرتنا في قضية الأسرى!.
كما اثنى العديد من الكتاب واصحاب الزوايا الصحفية وخاصة من التيار المتأسلم على المقال ووصفوه، في العديد من المقالات التي نشرت في الصحف والمجلات، بالحيادية والموضوعية وطالبوا بتعميمه، اي المقال، على المصلين في المساجد بدلا من ذلك المنشور.
ومن جانب آخر قام عدد من اعضاء مجلس الأمة بتدارس مسألة تقديم استجواب لوزير العدل ووزير الشؤون الإسلامية على صدور مثل تلك النشرة عن وزارتهِ كما اقترح عدد آخر من الاعضاء الاتصال بكاتب المقال، الذي هو أنا، لمناقشته في مضون، وكيفية تلافي الآثار السلبية التي نشأت جراء نشر وتوزيع ذلك المنشور المضلل والحاقد.
وهنا رن جرس الهاتف فقفزت من فراشي مذعورا وركضت نحو السماعة ورفعتها وقلت وكلي ثقة: صباح الخير أبو عبد المحسنِ!!.
وسمعت على الطرف الآخر صوت: توت توت توت توت توت
واكتشفت انني كنت في حلم جميل من نوع التمني أو ال !wishfull thinking
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top