الملا عمر في السرة

كتبت، بعد أسبوعين من وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، مقالا أعلنت فيه عن تفاؤلي لوقوع تلك الأحداث الرهيبة، على الرغم من كل ما أوقعته من ضحايا، حيث كانت أرواحهم ودماؤهم البريئة التي أريقت، الثمن الذي كان لا بد من دفعه لكي يصحو العالم، وأوروبا وأميركا بالذات، من تلك اللامبالاة التي اتسمت بها كافة تصرفاتهم وردود أفعالهم تجاه التطرف الديني الذي كاد ان يودي بالمنطقة ومن فيها.
ان التحرك الاميركي الأخير، الذي بدأ بالحرب في أفغانستان للقضاء على أوكار الارهاب والتخلف في تلك الدولة البائسة، ستتبعه تحركات أخرى في الكثير من دول العالم، ودول منطقتنا هي الاكثر حرارة فيها، ونأمل ان يكون العراق أول من سيكتوي بنارها بعد ان أذاق حكامه شعب تلك الدولة وشعوب جيرانها الأمرين.
كتب النائب وليد الطبطبائي، المؤيد السابق والحالي لحركة طالبان الأفغانية، والتي كانت تمثل رأس التخلف الديني والإنساني في العالم، مقالا في 'الوطن' تحدث فيه عن أوضاع ساكني منطقة جنوب السرة، والتي تحولت شوارع منطقتهم إلى حفر ومستنقعات وأوحال طينية غرقت فيها سيارات الكثيرينِ وفي محاولة منه لإظهار عدم مبالاته بما يجري من تصفية لجماعته من مجرمي حركة طالبان وجند بن لادن الذي ساهم وغيره من فلول حركته في التغرير بهم ودفعهم للتهلكة والموت بعيدا عن أهاليهم وأوطانهم، ذكر أن الملا عمر، الزعيم المتخلف السابق لحركة طالبان، قرر اللجوء لجنوب السرة لأن طرقها وخدماتها ومرافقها تشبه تلك التي في قندهار! وطالب النائب الحكومة بالتحرك وتوفير الخدمات والطرق لتلك المنطقة 'الكويتية' المنكوبة.
كما سبق ان كتب النائب الطبطبائي مقالا آخر طالب فيه الحكومة بتخضير الساحات المحيطة بمسجد كيفان!.
وهكذا تحول النائب، الذي طالما قال عن نفسه انه لم يرشح نفسه للبرلمان الا لكي يدافع عن القضايا الدينية والاهتمام بنشر الاخلاق، الى مدافع عن مسألة تخضير ساحات مسجد في كيفان، التي لم ينتبه للون ساحاتها الا اليوم، والى قضية ردم حفر منطقة جنوب السرة التي سبق ان مرت بأكثر من شتاء قاس وتكرر غرق مناطقها في الأوحال التي لم يتذكر السيد النائب حفرها ومستنقعاتها الا بعد ان غرقت جماعته في أوحال مماثلة لها في أفغانستان!.
نرحب بعودة الوعي للسيد النائب، ونثني على اهتمامه بأحوال وطنه ووضع مصلحة مواطني هذه الدولة فوق مصلحة قوى الردة والتخلف، التي طالما ناصرها على الحق، وما أقل حالاته، والباطل وما أكثر شطحاته.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top