الطين والعجين

سيمر وقت طويل، وربما سنكتب فيه ألف مقالة ومقالة عن وزارة المواصلات، قبل ان تقوم الحكومة بجعل اعمال تلك الوزارة جزءا من الحكومة الالكترونية التي طالما سمعنا وقرأنا عنها الكثير.
قامت وزارة المواصلات قبل الغزو بسنوات بادخال خدمة البريد الممتاز لمواجهة المنافسة الحادة، التي اصبحت تشكلها خدمات البريد السريع العالميةِ وبالرغم من البداية الجيدة لهذه الخدمة الا ان وضعها بدأ بالتردي، كأي خدمة حكومية جديدة، تدريجيا فقدت بريقها واهميتها واعتماد الناس عليها، الى ان وصلت الى الحضيض اخيرا، واصبحت لا تختلف كثيرا عن خدمة البريد العادي الذي تسبب، ولا يزال يتسبب، في خسارة الكثيرين لفرص استثمارية عديدة من جهة وتعرضهم لمختلف الخسائر والمواقف المحرجة بسبب تأخر وصول الدعوات واخبار المعارض التجارية والعائلية وغيرها، سواء عن طريق البريد العادي او شقيقه الكسيح الممتاز.
ارسل لنا قارئ حريص يقول انه استلم ظرفا عن طريق 'البريد الممتاز' وتبين له، بعد تفحص الاختام عليه ان الخطاب، الذي كان يحتوي على عرض اسعار يتعلق بمناقصة حكومية قد استغرق وصوله من اليابان الى الكويت ثلاثة ايام، الا انه بقي في البريد يومين كاملين قبل ان تقوم الادارة المعنية بوضع ختم الوصول عليهِ وقامت ادارة البريد، وبعد يومين كاملين من وصول الخطاب، بوضع ختم الاستلام او الوصول عليهِِ! الى هنا والوضع محمول بتردد شديد، لكن الغريب ان الادارة المعنية نفسها، وهي هنا 'بريد كيفان' قامت بالاتصال بالعميل، وهو رجل اعمال معروف، بعد سبعة ايام لتبلغه بوجود ارسالية بريدية مستعجلة له!
اي ان خطابا مستعجلا ومهما استغرق وصوله من اليابان الى الكويت 12 يوما كاملا!
ومنا الى الذين اختاروا ان يضعوا في أذن طين وفي الأخرى عجين.

الارشيف

Back to Top