هذا يومك يا شيخ نواف

يعلم الشيخ نواف الأحمد، بوصفه وزيرا للداخلية، أنه يقف الآن في وجه العاصفة، وان اليوم هو يومهِ فما يجري علنا، وفي الخفاء، من مداهمات واعتقالات وتوجيه اتهامات لمختلف العناصر الارهابية، التي كانت لها ادوار واضحة في الكثير من الحوادث الامنية التي وقعت في السنوات الاخيرة في البلاد، والتي تكرر ورود اسمائها في تقرير مخابرات اكثر من دولة، والذين ذكرت اسماؤهم على ألسنة الاحداث المتهمين بمحاربة الاميركيين في العراق، كل هذا يعني ان هناك غليانا تحت السطح لا يشعر به المواطن العادي، وان كل الاجراءات الامنية التي اتخذتها وزارة الداخلية حتى الآن، وكل المعلومات التي حصلت عليها، وكل الجهود التي بذلت لمنع وقوع احداث خطيرة مدمرة داخل وخارج الكويت، سوف تضيع اذا ما تهاونت اجهزة الامن مع المعتقلين أو تسامحت، كما تكرر حدوثه في الماضي اكثر من مرة، وادى الى وصول الحال الى ما هي عليه من سوءِ لقد سعدنا كثيرا، واستبشرنا خيرا اكثر، عندما علمنا أن مكتب وزير الداخلية رفض مقابلة النواب الذين سعوا لمقابلته للتوسط للمتهمين في العمليات الارهابيةِ ويعلم الشيخ نواف جيدا أن الوضع الامني الخطير الذي نعيشه الآن ما هو الا نتيجة لسياسة المداهنة والتراخي التي اتبعتها الحكومات السابقة، ولو كانت الارادة الحكومية صلبة كما هي الآن، لما وصل الوضع الى ما هو عليه من تسيب.
كما نشيد بموقف وزارة الداخلية الشجاع الذي تمثل في مطالبتها، وللمرة الاولى في تاريخها، بمساعدة المواطنين والمقيمين في القاء القبض على عدد من المطلوبين للعدالة في القضايا الارهابيةِ وهذه كلها امور واحداث غير مسبوقة تجعل من عهد الوزير الحالي، وهو الثاني، الاخطر في حياته، وربما في مصير هذا الوطن.
ولكي لا يستغل المطلوبون للعدالة في القضايا الارهابية، الوضع الامني المتراخي في بعض النواحي، فاننا نطالب معالي الوزير بالتحرك بسرعة ومنع المنقبات ومرتديات العباءة السوداء من تخطي المناطق المحظورة او القيام بأي افعال تخالف القانون، لكي لا يكون لبس النقاب او العباءة وسيلة لهرب هؤلاء المتهمين الخطرين الى خارج البلاد تحت ستار 'عاداتنا وتقاليدنا'، فأمن الوطن اهم من اي تقليد واخطر من اي عادة.
وعليه يجب منع المنقبات من قيادة المركبات تحت طائلة العقاب القانونيِ كما يجب منع المنقبات او مرتديات العباءة النسوية من دخول المباني الحكومية دون التأكد، من خلال شرطة نسائية، من حقيقة شخصياتهن.
كما يجب التوقف فورا عن السماح للمنقبات بالسفر عن طريق اي منفذ دون قيام الشرطة النسائية بالتأكد من هوياتهن.
هذا اذا اردنا ان نطبق القانون، ونحن لا نطالب بأكثر من ذلك.
ملاحظة:
من الغريب، او الطريف، ان المطلوبين للعدالة كانوا عادة ما يقومون بالهرب الى خارج البلاد باتجاه السعوديةِ ولكن ما تمر به المملكة من ظروف امنية جعلتها - في نظر المتهمين بالارهاب، منطقة غير آمنة -، وهذا يعني ان هؤلاء المطلوبين لا يزالون في البلاد، هذا اذا لم يتمكنوا من الهرب تحت ستار قناع او عباءة سوداء.

الارشيف

Back to Top