لمن مقبرة الشهداء؟

قامت الكويت قبل اسبوعين تقريبا بدفن رفات عدد من شهداء الوطن الذي لقوا حتفهم غيلة وغدرا على ايدي جند صدام اثناء فترة احتلال الكويتِ وكان هؤلاء الشهداء سبق ان ألقي القبض عليهم في الايام الاخيرة من الغزو، وتم اقتيادهم الى العراقِ وقد رفض صدام الاعتراف بوجودهم لديه طيلة الفترة من الغزو الحقير، وحتى تحرير العراق الاخير.
خلال تلك الفترة الطويلة، التي قاربت الاربعة عشر عاما، ضمت سجون صدام النفوس البريئة لأولئك الاسرى الابرياء من المواطنين الكويتيين دون ان تفرق بينهم كحضر او بدوِ وعندما جرى اعدامهم، دفنت اجسادهم الطاهرة في مقبرة جماعية واحدة، دون تفريق بين شيعي وسني.
ولكن، وآه من ولكن، ما ان عاد رفاتهم الى ارض وطنهم، حتى دفنوا في مقابر منفصلة، دون اعتبار للهدف الذي استشهدوا من اجله، وهو الوطن الذي لا يمكن بأي حال ان نصنفه بالسني او الشيعي!
فكيف يكون صدام اكثر عقلانية من البعض منا، بحيث وحد بين مواطنينا في الاسر وشهداء في القبر! ونحن اهل هذا الوطن انكرنا حتى على ما تبقى من رفاتهم ان يدفن في مقبرة واحدة في وطنهم؟!، نتمنى ان تتحرك جهة ما لتلافي هذا الوضع المؤسف مستقبلا، بحيث تضم مقبرة الشهداء رفات جميع شهداء الكويت دون النظر الى جنسهم او مذهبهمِ هل من يقرأ؟
***
ملاحظة:
تأثرت في كتابة هذا المقال بالكلمة المعبرة التي ادلى بها الوزير السابق، سليمان ماجد الشاهين، الذي ضمت مقبرة الشهداء مؤخرا رفات اثنين من ابناء اشقائه، وهي الكلمة التي سبق وان ادلى بها ل 'القبس' بتاريخ 14 سبتمبر.

الارشيف

Back to Top