تطور التهاني

في الماضي، ليس بالبعيد، عندما كان أحدنا يود تقديم التهنئة لشخص ما في مناسبة معينة، فإنه كان يضطر لزيارته شخصيا في بيته، مكتبه أو ديوانهِ تطور الحال بعدها، مع انتشار التعليم وتباعد المسافات بين المكاتب والبيوت، واصبح بعض المهنئين يكتفي بارسال رسالة تهنئة يضمنها مختلف آيات الإكبار وعبارات التبجيل المنمقة والمصوغة بأسلوب غريبِ وصاحبت كل ذلك ظاهرة ارسال بطاقات التهنئة ذات الرسوم الجميلة والأفكار الأخاذة، خاصة في مناسبة الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية، والتي تطورت مع الوقت بين مختلف الافراد والمؤسسات، حيث اصبحت تضيف لها اسم مرسلها مطبوعا عليها واسم المؤسسة وشعارهاِ ولا تزال هذه الطريقة هي الأكثر جاذبيةِ ثم تطور الأمر، إما بسبب الكسل أو زيادة التباعد النفسي بين الأهل والأصحاب بحيث اصبح الهاتف الأرضي هو وسيلة التهنئة الوحيدة لدى الكثيرين، والذي اصبح استعماله للتهنئة بزواج أو بميلاد جديد، أو بحلول رأس سنة جديدة أو بقدوم رمضان او بمغادرته، أمرا اعتياديا حتى يومنا هذاِ ومع الهاتف تواجد جهاز 'تلكس' لدى بعض التجار والمتعاملين مع الاسواق الخارجيةِ وكان هذا الجهاز يصدر أصوات نقر محددة على الورق في مناسبات معينة متضمنة بعض عبارات التهنئة بصفقة أو حلول عيد ديني أو وطني.
ثم جاء الفاكس الي شكل قدومه بداية النهاية لآلات التلكس المكتبية.
واصبح الكثيرون وقتها، ولايزالون، يقومون بارسال التهاني والتبريكات في مختلف الأعياد من فطر وكبير وهجري وميلادي وتحرير وغير ذلك عن طريق صفحات مخطوطة بخطوط جميلة أو مزينة برسوم تحمل وحي المناسبة.
ثم جاء الهاتف النقال وأصبحت نسبة كبيرة من حملته تكتفي بالاتصال من خلاله والتهنئة بالعيد وهي في السيارة أو اليخت او مسترخية بين طيات فراش وثير.
ثم تبين لجميع هؤلاء، وفي وقت واحد تقريبا، ان من الافضل والأرخص الاستعانة برسائل المحمول القصيرةِ فهي سريعة وغير مكلفة ويضمن مرسلها وصولها الى أكبر عدد ممكن في وقت واحدِ كما أن باستطاعته تضمينها صورا وعبارات تهنئة محددةِ ومن المعروف ان طريقة التهنئة هذه صاحبها، ولكن بدرجة أقل بكثير، ارسال التهنئة عن طريق الانترنت، ولكن لن يمر وقت طويل حتى تحل هذه الطريقة الاخيرة محل بقية الوسائل الأخرىِ كل هذا حصل في فترة تقل عن نصف قرن.

الارشيف

Back to Top