ابحث عن المستفيد

سبق أن كتبت قبل أيام عن المعسكر الذي أقامته إحدى المؤسسات التي اتسمت بالوقار من التسميات، والذي خصص لتدريب الشباب على 'العلوم الشرعية'، ورد وزارة الداخلية على الموضوع في حينه.
بالاستفسار أكثر عن المعسكر تبين أن القائمين عليه، وهم مجموعة من المشتغلين بالدين (صحافة وإمامة وكتابة وخطابة وجمع تبرعات)، قد أقاموه في أحد عنابر المنامة في مشروع طبي ديني في محيط مستشفى الصباح، وأن المعسكر خصص للأولاد من عمر 12 وحتى 16 عاما، وكان لفترة خمسة أيام تخللتها دروس دينية وأنشطة مختلفة، وأيضا ذات طابع ديني. طلب من كل مشارك في المعسكر جلب فراش نوم معه، على ان تقوم الجماعة المشرفة على المشروع بتوفير الطعام لهم لخمسة أيام من خلال ثلاثة بوفيهات في اليوم الواحد، وكل ذلك مقابل رسم اشتراك يبلغ أربعين دينارا فقط!
وحيث إن هناك الكثير من الأمور والخدمات المكلفة الأخرى كالتنظيف والغسل، فإن مبلغ الاربعين دينارا بالكاد يكفي لتغطية نصف تكاليف الفرد الواحد، وهذا يعني ان جهة ما هي التي تكفلت بدفع الباقي!
وحيث ان إعلان إقامة المعسكر لم يرد فيه ذكر لأي جهة خيرية تقف وراء إقامته، فإن الأمر برمته يثير الريبة والشك! فلا بد ان تكون هناك جهة ما مستفيدة من إقامة مثل هذه الدورات التدريبية على 'العلوم الشرعية'، وهي تسمية مطاطية تحتمل الشيء الكثير.
فإذا كان الدافع المادي هو الهدف فهو لم يتحقق حتما. وإذا كان فعل الخير ونشر العلم والفضيلة من ورائه فلماذا أخفت الجهة المتبرعة اسمها؟
باستعراض اسماء الذين تولوا إلقاء المحاضرات والندوات داخل المعسكر، وبالتمعن في أعمار المشاركين فيه، الذين لم يتجاوز أكبرهم 16 عاما من العمر، يمكننا القول إن وراء الأكمة ما وراءها!
لقد قلنا وكررنا إن طريق الخلاص التام من الإرهاب يبدأ بخطوة. والخطوة تكمن في التخلص من جميع الجمعيات والتجمعات والأحزاب الدينية لأي جهة انتمت، مرة وإلى الأبد. فهي المصنع وهي المحرض وهي المورط وهي التي تقف وراء كل عمل مشبوه!

الارشيف

Back to Top