أنا والثقة الكريستالية

دخل احد موظفي الشركة الى مكتبي 'هاشا باشا'، وهو يحمل رسالة بريد الكتروني، وسلمني اياها وبقي واقفا في مكانه وهو يهنئني بفوز عظيم، واخذ يفرك يديه ممنيا نفسه بمكافأة كبيرة.
نظرت الى الرسالة وقرأت التالي له بصوت عال:
'ِِ يسرنا ان نعلمكم ان نتائج سحب اليانصيب الذي تم يومِِِ على الرقمِِِ المتفرع من الرقمِِِ والذي سبق ان تم ربطه ب 'الإيميلز' الخاص بكم قد ربح جائزة ال 20 مليون دولار اميركي.
بسبب اختلاط بعض اسماء وارقام الفائزين، فإننا نتمنى عليكم الاحتفاظ بهذا النبأ السار الى حين استلام ما يؤكده.
ان هذا الاختيار قد تم من خلال فرز العناوين الالكترونية لعشرين الف شركة و30 مليون مشترك، وهذا اليانصيب يقوم برعايته والصرف عليه الملياردير بيل غيتس!
للمطالبة بقيمة الجائزة يرجى الاتصال بالسيد ركسِِِ من وكالة 'الثقة الكريستالية' على العنوان الالكترونيِِِ او الاتصال برقم الهاتفِِِ وتذكر أن جميع الجوائز يجب ان تتم المطالبة بها قبل تاريخِِِ!
لا تنس الاتصال بالسيد ركس على هاتفِِ.
***
نظرت الى الموظف المبهور مما كان يسمعه، وهو فاغر فاه، والذي ربما قرأ نص الرسالة في مكتبه، وقلت له: كما ترى، فإن الجائزة لم تحدد اسم الفائز، وحيث انني المسؤول في هذه الشركة، فإنني على استعداد للتنازل عن كامل مبلغ العشرين مليون دولار لك مقابل 50 دينارا فقط تدفعها لي الآن نقدا! نظر الموظف إلي بريبة وغادر مكتبي وهو يشعر بحزن واحباط شديدين مما سمع، بعد ان تبخرت آماله التي بناها وهو يركض في طريقه الى مكتبي ليزف لي بشرى فوزي بتلك الجائزة.
والآن، ما الهدف الذي اراد مرسل 'الإيميل' الوصول اليه؟
قمت بقراءة الرسالة مرة ثانية، ثم ارسلت له ردا قاسيا واصفا اياه بالنصابِ الرد جاء سريعا ليؤكد ظنوني حيث كان العنوان غير معروف!
بعد التمحيص اكثر تبين لي، وقد اكون مخطئا، أن الهدف هو جني مبلغ كبير من شركة الاتصالات في بلده 'اسبانيا'، حيث سيقوم الآلاف الذين استلموا تلك الرسالة بالاتصال به هاتفيا لمعرفة بقية التفاصيل منه، وسيطيل الحديث معهم، وهكذا سيحقق ثروة صغيرة مقابل لا شيء، مقابل حصوله على نسبة من تكلفة المكالماتِ فالرجاء الحذر من طرق النصب هذه، فلا يوجد عشاء مجاني.
***
ملاحظة:
حسنا فعلت ادارة املاك الدولة بتوجيهها انذارات اخلاء للجهات والجمعيات التي تقوم بشغل البيوت القديمة الواقعة في منطقة الشويخ البحري.
وعلى الرغم من وجود جمعيات ذات اهمية في المنطقة مثل جمعية الاقتصاديين، فإن القرار يعني التخلص لمرة واحدة والى الابد من موقع 'بيت الكويت'، الذي الصق به 'للاعمال الوطنية' بطريقة ما.
من منطلق وطني بحت، نتمنى ان يتبرع من قام بإنشاء ذلك البيت من اموال عشرات الجهات الحكومية وغيرها من المؤسسات والشركات الخاصة، نتمنى عليه التبرع بكامل محتوياته، واكثرها غير ذات اهمية تذكر، الى وزارة الاعلام، المجلس الوطني للثقافة، دون مقابل مادي، ونحن له من الشاكرين.

الارشيف

Back to Top