حالة الطقس في دبي

خمسون عاما فقط تفصل بين تأسيس طيران الكويتية وطيران قطر.
الأولى، وبعد نصف قرن، تمتلك عشر طائرات خربة وأخرى مستأجرة وثالثة مؤجرة للغير لعدم القدرة على تشغيلهاِ أما القطرية الجديدة فلديها ضعف ما لدى الكويتية من طائرات وسيتضاعف الرقم مع شرائها لثمانين طائرة 'إيرباص' جديدة ب15 مليار دولار!
نتحدث عن القطرية، لأن مقارنة طيراننا الوطني بها لا يجعل البعض منا يشعر بدرجة الخجل الشديد نفسها في حال مقارنتها بطيران الإمارات! بالرغم من كل ما تعانيه 'الكويتية' من مشاكل مالية وإدارية تتعلق بهيكلها الوظيفي الضخم، وبالرغم من كل الدراسات التي نصت ببيعها للقطاع الخاص، فإن خصخصتها تواجه معارضة شديدة من أطراف حكومية ونيابية عديدةِ ويبدو ان هذه الأطراف على استعداد لابقاء أوضاع المؤسسة المأساوية على حالها إلى الأبد، وتعريض المال العام لخسائر بالملياراتِِ ولا عرضها للبيع للقطاع الخاصِِ كل ذلك بحجة أن أسماك القرش، الممثلة برجال الأعمال، تنتظر سقوط تفاحة الكويتية الناضجة بين أيديهم بثمن بخس ليقوموا بادارتها بالطريقة التي تحلو لهم!
إن هذا الوضع السخيف يشبه وضع ذلك الشخص الذي دخلت إبرة ذهبية لا يتجاوز طولها 4سم في رجله مما تسبب في ورمها وعدم استطاعته السير عليها، إضافة إلى الآلام المبرحة التي كان يشعر بها طوال الوقتِ وعندما زادت عليه الأوجاع، ويئس من إخراج الإبرة ذهب الى أقرب عيادةِِ وهناك طلبت منه الممرضة دفع ثمن العلاج فتعذر بعدم وجود مال معه، وعندما عرف الطبيب ذلك أبدى استعداده لإجراء العملية الجراحية، ولكن تقيح الجرح الذي ترك لأيام من غير علاج يتطلب تخديره، وهذا سيكلفه الكثير، ولكن كمساعدة منه لتخفيف آلامه ووضع حد لتطور الجرح لكي لا يتحول إلى 'غرغرينا' فإنه على استعداد لأخذ الإبرة مقابل أتعابه! ولكن ما إن سمع المريض ذلك حتى سحب عكازه وخرج من العيادة مفضلا إبقاء الإبرة في قدمه على التبرع بها للطبيب مقابل إنهاء آلامه!
ملاحظة: طلبت من وكيل سفري حجز مقعد على طيران الإمارات إلى دبي، فقال لي ان التذاكر التقليدية ألغيت في 'الإماراتية' على غالبية الخطوطِ وكل ما علي فعله هو إبراز هويتي لموظف الحاجز في المطار ليقوم بتسليمي بطاقة دخول الطائرة فورا.
بعد المكالمة بدقائق وصلتني رسالة إلكترونية من 'الإماراتية' تطلب مني فيها تحديد نوع الطعام الذي أرغب في تناوله على الطائرة وأن سيارتهم ستقلني الى الفندقِ كما تضمنت الرسالة نبذة عن حالة الطقس في دبي لخمسة أيام بعد وصولي!

من الظلم تحميل إدارة 'الكويتية' كل الاتهامات المتعلقة بخسائرها ووضعها الخرب، فخراب الوضع العام ومشاحنات النواب والوزراء وتخلف أفكار نسبة كبيرة من مشرعينا هي التي تقف وراء غالبية، إن لم يكن كل مشاكل 'الكويتية' وغيرها من مؤسسات الدولة.

الارشيف

Back to Top