ولو مرة واحدة يا سيدي

تمكنت قبل اشهر مجموعة من المتهمين بالقيام بالاعمال الارهابية، التي وقعت في البلاد قبل اشهر، من الهروب من منفذ المطار بمساعدة امنية داخلية، وقد قامت سلطات الأمن بعدها بتغيير الاجراءات بحيث جعلت من الصعب، ولكن ليس من المستحيل، اختراق تلك الاجراءات.
لقد سبق ان كتبنا قبل شهر واحد من وقوع حادثة الهرب الشهيرة تلك، محذرين من سهولة اختراق امن المطار، بعد ان ازيلت نقطة التفتيش السابقة لنقطة الجوازات بسبب تذمر احد الكتاب من طول اجراءات التدقيق في يوم سفره! ولكن احدا لم يود ان يلتفت لما كتبناه في حينه، خوفا من لسان ذلك الكاتب، وليس قلمه.
بالامس تمكن متهم مسجون على ذمة التحقيق في قيامه بعمليات ارهابية خطيرة، من الحصول على دشداشة نظيفة وغترة وعقال ونعال ايضا داخل 'قلعة' السجن المركزيِ وتمكن بنجاح منقطع النظير، من القيام بعملية تغيير ملابسه القذرة او الملونة بأخرى مختلفة وجديدةِ ونجح فوق ذلك في اجتياز مختلف الحواجز والابواب ووصل الى بوابة السجن المركزي دون اعتراض من احد وكاد يجتازها بخطوات قليلة جدا لولا تعرف احد الحراس عليه، وبطريق الصدفة!
لا يمكن ان تقع حوادث اجرامية شديدة الخطورة مثل هذه دون مساعدة داخلية من اصحاب هؤلاء المتهمين بالقيام بعمليات خطيرة ومن المتعاطفين معهم 'دينيا' بالذات! وهذا يعني ان من تعاون معهم وسهل امر خروجهم من المطار او السجن مجرمون في حق الوطن ومواطنيه، وبالتالي يجب تقديمهم للعدالة ليأخذ المجتمع قصاصه العادل منهم، وليكون عقابهم درسا لغيرهم، وما اكثرهم.
ولكن ما رأيناه في السابق، وفي احسن الاحوال، وقد يسري الامر على الحالة الاخيرة التي وقعت قبل ايام قليلة، هو قيام وزارة الداخلية، او هكذا نعتقد، باجراء تحقيق في الحادث ومن ثم القيام باجراء بعض التنقلات، ومن ثم الانصياع للتدخلات القبلية والتوسلات النيابية من رمي للعقل على الارض والمكاتب لينتهي الامر في نهاية المطاف الى 'ما ميش'، مع حفظ التحقيق!
اننا نطالب النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدفاع، بالتدخل والدفاع عن امن هذا الوطن ووجوده وتقديم الجناة المجرمين الذين ساعدوا هؤلاء على الهرب للعدالة، ولو لمرة واحدة! فقد تكون كافية لردع اخرين.

الارشيف

Back to Top